ترامب ومحمد بن سلمان: شراكة استراتيجية بطموح يتجاوز التريليون دولار

في مشهد استثنائي يوضح عمق العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة الرياض، اليوم الثلاثاء، في مستهل أولى جولاته الخارجية الكبرى خلال ولايته الثانية، وسط مراسم استقبال ملكية مهيبة عكست مكانة الزيارة وأهميتها.
وكان في مقدمة مستقبليه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لفتة دبلوماسية رفيعة المستوى عبرت عن تقدير القيادة السعودية للرئيس الأمريكي، وللشراكة التاريخية بين البلدين، في ظل مرحلة جديدة تتسم بالتركيز على التعاون الاقتصادي والاستثماري كأولوية في العلاقات الثنائية.
إقرأ ايضاً:"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة تراجع أسعار البيض وتباين منتجات الألبان والحليب في السعودية
هذه الزيارة التاريخية، تهدف بالأساس إلى إعادة ترسيخ الشراكة بين البلدين في سياق دولي يشهد تحولات متسارعة، حيث تسعى المملكة لتعزيز موقعها كمركز عالمي للاستثمار والابتكار، فيما تسعى واشنطن لمد جسور اقتصادية أكثر رسوخًا مع واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.
عقب انتهاء مراسم الاستقبال، توجه الزعيمان إلى الصالة الملكية الفاخرة، حيث عقدا اجتماع ثنائي تناول ملفات التعاون المشترك، وسط أجواء اتسمت بالودية والوضوح في الطروحات، ورافق ترامب وفد أمريكي رفيع المستوى ضم مسؤولين كبار من الإدارة الأمريكية، إلى جانب أبرز رؤساء الشركات الأمريكية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار، الذين حضروا للمشاركة في منتدى استثماري ضخم تستضيفه الرياض تزامنًا مع الزيارة، مما يؤكد الأهمية الاقتصادية الكبرى التي توليها الولايات المتحدة لهذه الجولة، والسعي الحثيث للاستفادة من الزخم الاقتصادي الذي تشهده المملكة.
وفي محور اقتصادي بارز، أقيمت مأدبة غداء عمل جمعت الرئيس ترامب بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحضور نخبة من قادة الأعمال الأمريكيين الذين يمثلون عمالقة الصناعة والتكنولوجيا في العالم، وكان من بين الحضور أسماء بارزة مثل إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس، وسام ألتمان من شركة أوبن إيه آي، وجنسن هوانغ من إنفيديا، وآندي جاسي من أمازون، وروث بورات من جوجل، ما يعكس مستوى الانخراط الأمريكي في المشاريع المستقبلية التي تطمح المملكة لتنفيذها ضمن رؤيتها 2030، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، والأمن السيبراني.
كما شارك في اللقاء عدد من كبار المستثمرين في قطاع التمويل مثل ستيفن شوارزمان من بلاك ستون، ولاري فينك من بلاك روك، وجين فريزر من سيتي جروب، في دلالة على تصاعد الاهتمام الأمريكي بالفرص الاستثمارية في السوق السعودية.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة في وقت تعيد فيه المملكة رسم ملامح اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط، حيث تضطلع بدور عالمي متنام في دعم الابتكار، وتحفيز الاستثمار في التقنيات الحديثة، ويبدو أن الرياض أصبحت وجهة أولى لصناع القرار في كبرى الشركات العالمية التي ترى في التحول السعودي فرصة غير مسبوقة للشراكة والنمو في منطقة الشرق الأوسط.
وتعكس القائمة الواسعة للشخصيات المدعوة من البيت الأبيض إلى مأدبة الغداء طبيعة التركيز الجديد في العلاقة بين البلدين، فإلى جانب عمالقة التكنولوجيا، ضمت القائمة رؤساء شركات طيران وصناعة عسكرية وغذائية ومصرفية، مثل كيلي أورتبرغ من بوينج، وجيمس كوينسي من كوكاكولا، وترافيس كالانيك مؤسس أوبر، وأرفيند كريشنا من آي بي إم، وأليكس كارب من بالانتير، ما يؤكد أن المحادثات لم تقتصر على الابتكار فقط، بل شملت مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية التي تمثل مستقبل الاقتصاد العالمي.
وتؤكد هذه المشاركة رفيعة المستوى على رغبة أمريكية واضحة في إعادة رسم العلاقات مع المملكة على أسس اقتصادية متينة، تتجاوز البعد السياسي التقليدي.
وتأتي زيارة الرئيس ترامب في ظل تحولات كبرى يشهدها الاقتصاد السعودي، ومع اقتراب تنفيذ عدد من المشاريع العملاقة التي تعد الأكبر في المنطقة من حيث الحجم والطموح، مثل "نيوم" و"ذا لاين"، حيث تسعى المملكة إلى اجتذاب الخبرات والتقنيات العالمية لتسريع وتيرة النمو وتوطين الصناعات المتقدمة.
- أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس
- وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر
- القصة الحقيقية وراء تكسير مقاعد ملعب الجوهرة | ليس جماهير الأهلي المصري إذن من؟؟
- خرافة تعجل بوفاة 13 مريض سرطان!! | العقيل يسرد قصة طبيبة ادعت القدرة على علاج السرطان..
- "يعني لا اعتزلوا ولا اعتذروا، كيف الحال؟" البكير يعترض على سياسات إدارة الاتحاد السعودي..
- " سددتوا فاتورة واحدة من اللي عليكم من الأربعة" جمال عارف يوجه رسالة مبطنة للمصريين..