أستاذ مناخ سابق يحذر من التنبؤات المطولة غير الدقيقة لصيف هذا العام

كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في

حذر أستاذ المناخ السابق في جامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، من الاعتماد الكامل على النماذج المناخية بعيدة المدى في توقع طبيعة صيف هذا العام، رغم المؤشرات التي تشير إلى احتمالية أن يكون أكثر حرارة من المعتاد، جاء هذا التحذير في ظل تعقيد النظام المناخي وعدم القدرة على التنبؤ بدقة بمستقبل الأحوال الجوية، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول مدى مصداقية التوقعات الطويلة الأمد.

وأكد الدكتور المسند في تصريحاته يوم السبت أن المناخ يُعد نظامًا معقدًا يتأثر بالعديد من العوامل المتداخلة، مما يجعله عرضة للمفاجآت غير المتوقعة التي قد تعاكس التوقعات السابقة، وأشار إلى أن مثل هذه المفاجآت قد حدثت بالفعل في مواسم سابقة، حيث كانت التنبؤات المناخية بعيدة المدى غير دقيقة، مما دفع المختصين إلى الحذر في التعامل مع هذه التوقعات.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

وأشار المسند إلى أن دقة هذه النماذج التنبؤية ما تزال محدودة، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل قاطع أو اتخاذ قرارات مبنية عليها دون وجود مرونة في الخطط والاستعدادات، وأكد أن هناك الكثير من المتغيرات التي قد تؤثر على الحالة المناخية خلال الصيف، مما يجعل من الصعب التنبؤ بدقة بمستوى الحرارة أو الاعتدال المتوقع.

وقال الدكتور المسند: "لا نعلم على وجه الدقة كيف سيكون صيفنا المقبل، وهل سيكون أشد حراً أم يميل إلى الاعتدال؟"، مما يعكس حالة الغموض التي لا تزال تحيط بمسألة توقعات الطقس الطويلة الأمد، ولفت إلى ضرورة متابعة المتغيرات المناخية عن قرب وعدم الاعتماد فقط على التنبؤات النمطية أو الرقمية.

يُذكر أن النماذج المناخية بعيدة المدى تعتمد على بيانات ومعادلات رياضية معقدة تحاول محاكاة الظواهر الجوية، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب تعدد المتغيرات البيئية والتغيرات المفاجئة في الغلاف الجوي، وهذا يجعل نتائجها عرضة للتغيير ويحتاج إلى تحديث مستمر بناءً على المعطيات الجديدة.

يأتي تحذير الدكتور المسند في وقت تسعى فيه الجهات المختصة إلى رفع مستوى الوعي المناخي بين أفراد المجتمع، مع التركيز على أهمية الاستعداد لأي ظروف جوية قادمة، سواء كانت أكثر حرارة أو معتدلة، لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة على الصحة العامة والأنشطة اليومية.

وفي ظل هذه التحديات، يوصي الخبراء بمتابعة تحديثات الطقس القصيرة والمتوسطة المدى التي تتميز بدقة أكبر، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة خلال فترة الصيف بناءً على المعطيات المحدثة بشكل دوري.

يبقى المناخ مجالًا معقدًا ومتغيرًا باستمرار، والتنبؤات المستقبلية رغم تقدم العلوم والتقنيات، لا تزال تواجه صعوبات في تقديم صورة واضحة على المدى الطويل، مما يستدعي الحذر والتأهب المستمرين من الجميع.

اقرأ ايضاً