من يستحق ومن لا؟ حساب المواطن يعلن نتائج أهلية يونيو الدورة 91

كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في

في ظل الجهود الحكومية المتواصلة لدعم الأسر السعودية وتحقيق العدالة الاجتماعية ضمن مستهدفات رؤية 2030، أعلن برنامج "حساب المواطن" صدور نتائج الأهلية للدورة الحادية والتسعين، الخاصة بشهر يونيو 2025، وهذا الإعلان المنتظر شهريًا يعكس مدى انتظام البرنامج واستمراريته في دعم المواطنين المستحقين، من خلال آلية دقيقة تعتمد على التحقق من البيانات وتحديثها لضمان وصول الدعم لمستحقيه الفعليين، ومع اقتراب صرف الدفعة الجديدة، تتوجه أنظار نحو المستفيدين لمعرفة موقفهم من الأهلية، ما يسلط الضوء على أهمية متابعة البيانات الشخصية وتحديثها بشكل مستمر، بما يضمن استمرارية الدعم المالي الشهري الذي يقدّمه البرنامج.

برنامج حساب المواطن، الذي أطلقته الحكومة السعودية في ديسمبر 2017، لم يكن مجرد مبادرة مالية، بل هو منظومة حماية اجتماعية متكاملة تهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية الناتجة عن الإصلاحات الاقتصادية، وتوجيه الدعم إلى الفئات الأكثر حاجة، ويأتي في صميم أهدافه تعزيز كفاءة الدعم الحكومي وتحقيق أعلى درجات الشفافية في صرف المستحقات، مع ربطه بأدوات رقمية ذكية تمكن المستفيد من إدارة ملفه بسهولة ووضوح.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية جستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

البيان الصادر اليوم تضمّن دعوة واضحة للمستفيدين للتحقق من حالة أهليتهم عبر التطبيق الإلكتروني أو البوابة الرسمية، وهي خطوات تعزز من مستوى التفاعل الرقمي مع المواطنين، وتؤكد على سياسة التحول الرقمي في الخدمات الحكومية، بما يتوافق مع رؤية المملكة الطموحة، وفي هذا السياق، تتسارع وتيرة التطوير التقني في حساب المواطن لتقديم خدمات أسرع وأكثر دقة، وهو ما يعكس رغبة البرنامج في رفع جودة التواصل مع المستفيدين، وتحقيق أعلى درجات الكفاءة في الأداء.

وفي سياق متصل، أفاد البرنامج أنه تم إيداع ثلاثة مليارات ريال في حسابات المستفيدين المشمولين بدفعة مايو، والبالغ عددهم نحو 9.9 مليون مستفيد وتابع، وهو رقم يعكس مدى اتساع شريحة المواطنين الذين يعتمدون على هذا الدعم الشهري كعنصر أساسي في استقرارهم المعيشي، وتبرز هذه الأرقام أهمية الاستمرار في تطوير البرنامج من حيث دقة الاستحقاق وتوسيع نطاق الشمول المالي بما يحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الموارد.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المملكة تحولات كبرى في بنيتها الاقتصادية، حيث بات الاعتماد على الاقتصاد المعرفي أحد أهم المحاور الاستراتيجية لرؤية 2030، وفي ظل هذه المتغيرات، يشكل حساب المواطن جزءًا مهمًا من شبكة الأمان الاجتماعي التي ترافق خطوات الإصلاح، لتضمن أن لا تتأثر الفئات محدودة ومتوسطة الدخل بهذه التحولات بشكل سلبي، بل إن البرنامج يرسخ مبدأ أن الإصلاح الاقتصادي لا بد أن يتواكب مع سياسات حماية متوازنة، تحفظ للمواطن استقراره وتدعمه في التكيف مع أي مستجدات.

ويعكس انتظام صدور نتائج الأهلية في مواعيدها الشهرية مدى التزام البرنامج بمنهجيته الدقيقة، التي تعتمد على مراجعة دورية للبيانات والدخل والحالة الاجتماعية للمستفيدين، وتخضع هذه العمليات لأنظمة إلكترونية متطورة تمكن الجهات المختصة من كشف التغيرات والتحديثات في بيانات المستفيدين، لضمان استمرار العدالة في توزيع الدعم، وإقصاء غير المستحقين، وتوسيع المظلة لمن تظهر أهليتهم لاحقًا، وهذا الالتزام يمثل ركيزة أساسية في تعزيز ثقة المواطن بالبرنامج وشفافيته.

لا يمكن فصل هذا الأداء المنتظم عن السياسات الحكومية الأوسع، والتي تعمل على تطوير نظام دعم اجتماعي مرن ومتعدد الأدوات، يشمل برامج متنوعة كحساب المواطن، وبرامج الإسكان، والتدريب، والتمكين الاقتصادي، وكل هذه المبادرات تتقاطع مع طموحات المملكة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، حيث لا يترك أحد خلف الركب، وتكون التنمية شاملة، وتستند إلى حلول ذكية ومستدامة.

في ظل هذه الرؤية المتقدمة، يتوقع أن يشهد حساب المواطن المزيد من التوسع والتحديث، سواء في آليات التحقق أو طرق الصرف أو توسيع الفئات المستفيدة، بما ينسجم مع بقية المبادرات الحكومية، ويساهم في تحقيق التكامل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالدعم الذكي لم يعد مجرد مبلغ مالي، بل هو سياسة مدروسة تهدف إلى تمكين المواطن وتحفيزه، ومساعدته على الاندماج في بيئة اقتصادية متغيرة، دون أن يتأثر مستوى معيشته سلبًا.

إن صدور نتائج الأهلية لدورة يونيو 2025 ليس مجرد خبر إداري، بل هو شهادة على انتظام برنامج استراتيجي محوري في سياسة المملكة الاجتماعية، وركيزة أساسية ضمن منظومة التحول الوطني، التي تضع الإنسان أولاً، وتحميه في طريق التنمية نحو مستقبل أكثر توازنًا وشمولية.

اقرأ ايضاً