خطوة نحو المستقبل... وزير الخارجية الروسي يفجر مفاجأة بشأن التأشيرات للسعوديين

وزير الخارجية الروسي لافروف
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده تعمل بجدية نحو إلغاء التأشيرات للمواطنين السعوديين، في خطوة ترمي إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتسهيل حركة الأفراد بين البلدين، وأعرب لافروف عن تطلع موسكو إلى مرحلة جديدة من التعاون مع المملكة تشمل مختلف المجالات، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني.

وفي تصريحاته، وجه لافروف شكره العميق إلى المملكة العربية السعودية على موقفها المتوازن تجاه الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن هذا الموقف يدل على استقلالية الرياض ورغبتها في إعلاء الحلول الدبلوماسية على الخيارات الصدامية، وهو ما اعتبره محل تقدير في موسكو التي تبحث عن حلفاء يتفهمون تعقيدات الوضع الدولي بعيدًا عن الانحياز الأعمى.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنيةجستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وأشار الوزير الروسي إلى أن العلاقات مع السعودية تجاوزت مرحلة المجاملات الدبلوماسية، وأصبحت تستند إلى تنسيق فعلي في عدد من الملفات الحساسة، وفي مقدمتها الملف اليمني، حيث أشاد بالجهود السعودية الرامية لتحقيق الاستقرار ووضع حد للصراع، معربًا عن دعم روسيا لأي مساعٍ سلمية تعيد الأمن للمنطقة.

ولم يغفل لافروف الحديث عن القضية الفلسطينية، حيث نوّه بالتوافق الكبير بين موسكو والرياض في هذا الملف التاريخي، مؤكدًا أن روسيا ترى في الموقف السعودي عنصرًا داعمًا لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وأن بلاده مستمرة في دعم حل الدولتين ورفض أي إجراءات أحادية تفرض واقعًا مرفوضًا دوليًا.

واعتبر لافروف أن هذا التقارب السعودي الروسي لا يأتي من فراغ، بل يعكس تقاربًا في الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتطلب من اللاعبين الكبار تنسيق المواقف للحفاظ على التوازن الدولي، وأكد أن المملكة باتت تحظى بمكانة دبلوماسية مؤثرة، وأصبحت تُستشار في قضايا دولية معقدة.

من جانبه، رحّب الأمير فيصل بن فرحان بالتعاون المتنامي بين الرياض وموسكو، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تسير بخطى ثابتة نحو بناء شراكة قوية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وأكد على أهمية الحوار والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية بما يخدم أمن واستقرار المنطقة.

ولفت الوزير السعودي إلى أن المملكة حريصة على توسيع أفق التعاون مع روسيا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتقنية، خاصة في ظل وجود تحديات عالمية تتطلب تعاونًا أعمق بين الدول المؤثرة، وأوضح أن اللقاء مع لافروف ناقش فرصًا لتعزيز هذا التعاون في الفترة المقبلة.

وتُعد مسألة إلغاء التأشيرات من الخطوات التي ينتظرها المواطنون في البلدين، كونها تسهل حركة السياحة والاستثمار والدراسة، وتعزز التبادل الثقافي والاجتماعي، وتفتح الباب أمام مزيد من التقارب الشعبي، بعد أن شهدت العلاقات السياسية تقاربًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.

ويأتي هذا المؤتمر في ظل تحركات دبلوماسية نشطة تشهدها المنطقة، تسعى من خلالها القوى الفاعلة، ومنها السعودية وروسيا، إلى احتواء التوترات وبناء جسور جديدة من التعاون، بعيدًا عن سياسات الاصطفاف والاستقطاب التي ميزت العقود الماضية، ما يعكس تحوّلًا نوعيًا في فهم المصالح الدولية.

وأبدى مراقبون تفاؤلهم حيال تصريحات لافروف بشأن التأشيرات، واعتبروها مؤشرًا على رغبة موسكو في تجاوز الإطار التقليدي للعلاقات، نحو آفاق أوسع تشمل مجالات التعليم والسياحة والثقافة، لا سيما وأن السعودية أصبحت في السنوات الأخيرة وجهة جاذبة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

ورأى البعض أن إشادة لافروف بالموقف السعودي من الأزمة الأوكرانية يشير إلى احترام روسي واضح للدور السياسي المتزن الذي باتت تلعبه المملكة، وسط بيئة دولية شديدة الاضطراب، الأمر الذي يعزز من مكانة الرياض كفاعل إقليمي ودولي مهم في موازين القوى العالمية.

كما أن إشادة لافروف بدور السعودية في اليمن يؤكد ثقة موسكو في قدرة الرياض على قيادة مبادرات السلام في المنطقة، مستندة إلى علاقاتها الممتدة مع الأطراف الفاعلة، وقدرتها على بناء أرضية تفاهم بين الفرقاء، وهو ما جعلها طرفًا لا غنى عنه في معادلات التهدئة.

في ختام المؤتمر، أكدت التصريحات الصادرة من الجانبين أن العلاقات بين السعودية وروسيا تسير نحو المزيد من التفاهم والانفتاح، مع وعود باستمرار الحوار وتطوير القنوات الدبلوماسية، في ظل عالم يزداد تعقيدًا وتنافسًا على النفوذ، ما يجعل التنسيق بين الدول الكبرى أمرًا ضروريًا لتحقيق التوازن والاستقرار.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook