زخم غامض يربك سوق الصكوك السعودية ويكشف عن تحولات غير متوقعة

زخم غامض يربك سوق الصكوك السعودية ويكشف عن تحولات غير متوقعة
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

شهدت السوق المالية السعودية في عام 2025 نشاطًا استثنائيًا في إصدارات الصكوك وأدوات الدين، حيث تصاعد اهتمام البنوك والشركات الكبرى بتنويع مصادر التمويل بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الودائع المصرفية. هذا الزخم جاء مدفوعًا بزيادة متطلبات التوسع وتمويل المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية المملكة 2030، في وقت بدأت فيه التحديات التمويلية تظهر بوضوح مع فجوة ملحوظة بين نمو القروض والودائع.

دوافع البنوك والشركات نحو الإصدارات

أكد محللون أن البنوك السعودية وجدت نفسها مضطرة إلى تعزيز ملاءتها المالية عبر إصدارات الصكوك، خصوصًا مع ارتفاع نمو الإقراض بنسبة تفوق نمو الودائع. هذا الواقع دفعها إلى استغلال أدوات الدين المحلية والدولية لتغطية احتياجاتها التمويلية، حيث تجاوز إجمالي الإصدارات مليارات الدولارات خلال العام. كما أن الشركات الكبرى من مختلف القطاعات، مثل الطاقة والكهرباء والمواد الغذائية، انضمت إلى موجة الإصدارات لتأمين تمويل مستدام طويل الأجل.
إقرأ ايضاً:خماسية النصر ضد الرياض: الزامل يصف السحر الكروي واعتذار العمري يختتم المشهدسامي الجابر يشعل الكلاسيكو: الأهلي يتفوق على الهلال لهذا السبب

تسعير جاذب وثقة المستثمرين

من أبرز سمات هذه الإصدارات هو التسعير التنافسي، حيث بلغت تكلفة صكوك الشريحة الأولى نحو 6.4%، في حين أن صكوك الدين المضمونة بالدولار تسعّر بأقل قليلًا. ورغم ذلك، أبدى المستثمرون شهية قوية للاكتتاب، وغالبًا ما كانت التغطية تفوق حجم المعروض، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في قوة البنوك السعودية والبيئة التنظيمية المستقرة. ويعتبر هذا الإقبال الدولي مؤشرًا على جاذبية السوق السعودية كوجهة استثمارية في التمويل الإسلامي العالمي.

آفاق مستقبلية ومخاطر محدودة

يتوقع الخبراء استمرار زخم الإصدارات حتى نهاية 2025، خاصة مع ترقب خفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما يمنح البنوك السعودية فرصة لتعزيز نشاطها في الأسواق الدولية. كما أن المخاطر المرتبطة بالتمويل الخارجي تظل محدودة مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، بفضل استقرار سعر صرف الريال مقابل الدولار وقوة الوضع المالي للمملكة. هذه الديناميكية تجعل الصكوك أداة أساسية ليس فقط لتمويل المشاريع الحكومية الكبرى، بل أيضًا لجذب السيولة من الصناديق الاستثمارية العالمية والمحلية.

المشهد الحالي في سوق الصكوك السعودية يكشف عن تحولات هيكلية أعمق من مجرد أرقام إصدار، فهو يعكس استراتيجية طويلة المدى لزيادة مرونة التمويل وتوسيع قاعدة المستثمرين. ورغم التحديات، يبدو أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي في التمويل الإسلامي، معززة ثقة المستثمرين في استدامة نموها الاقتصادي ومرونة مؤسساتها المالية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook