خفض الفائدة الأمريكية 2025 وتأثيره على الدولار والأسواق المالية: تحليل شامل

 الفائدة الأمريكية
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء يوم الأربعاء عن خفض سعر الفائدة بمقدار 0.25% لأول مرة منذ ديسمبر الماضي، ليصبح النطاق الجديد بين 4.00% و4.25%. هذا القرار جاء متوافقًا مع توقعات الأسواق وضغوطات من البيت الأبيض، حيث أشار رئيس المجلس، جيروم باول، إلى أن خطوة الخفض تهدف إلى "إدارة المخاطر". كما أظهرت التوقعات الاقتصادية أو ما يعرف بالـ Dot Plot ميلاً لمزيد من التيسير النقدي خلال ما تبقى من العام، بما يعادل حوالي 50 نقطة أساس إضافية من الخفض خلال 2025.

يقدم هذا التقرير تحليلاً لتأثير هذا القرار على الدولار الأمريكي، وأسعار الذهب والأسهم والسندات، بالإضافة إلى أبرز مستويات الدعم والمقاومة في الأسواق المالية.
إقرأ ايضاً:انتهت اللعبة».. الهلال يُطيح بكانسيلو مؤقتًا ويُعيد هذا اللاعب للقائمة المحلية قبل غلق المهلة!قمة تهتزّ في 90 دقيقة.. من يُسقط النصر عن العرش المؤقت؟ مفاجآت ترتيب الجولة الثالثة تكشف الأسرار

تأثير خفض الفائدة على الدولار الأمريكي

عادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى انخفاض قيمة الدولار، لأن خفض معدلات الفائدة يقلل من عوائد الاستثمار على الأصول المقومة بالدولار، مما يدفع المستثمرين للبحث عن عوائد أفضل في عملات أخرى. هذا الانخفاض المتوقع يصاحبه عادة زيادة في السيولة النقدية، وهو ما يضغط نظريًا على قيمة العملة.

لكن في حالة الدولار الأمريكي يوم الأربعاء، جاء رد فعل السوق مختلفًا بعض الشيء. فور صدور إعلان الخفض، تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى أدنى مستوى له منذ نحو ثلاث سنوات ونصف، عند 96.224 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2022. هذا الانخفاض الأولي يعكس توقعات المستثمرين بأن خفض الفائدة سيضعف الدولار، إلا أن السوق سرعان ما أعاد تقييمه بعد تصريحات جيروم باول التي شددت على أن الخفض يهدف لموازنة المخاطر، مع التحذير من التضخم العنيد، وأن السياسة النقدية ستبقى تدريجية وغير متسارعة.

نتيجة لذلك، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.44% ليصل إلى 97.074 نقطة بنهاية الجلسة، واستمر صباح اليوم التالي عند حوالي 97.16 نقطة. هذا الانتعاش يعكس إدراك المستثمرين أن نبرة الفيدرالي لم تكن تيسيرية بشكل قوي، وأن خفض الفائدة كان حذرًا ومتدرجًا، مما دعم الدولار كعملة ذات عوائد نسبية مقارنة بالعملات الأخرى.

التأثير على العملات الأخرى

بعد القرار، سجلت العملات الرئيسية انخفاضًا أمام الدولار، حيث انخفض اليورو من أعلى مستوياته منذ 2021 عند 1.1918 إلى حوالي 1.179، وتراجع الجنيه الإسترليني من 1.3726 إلى 1.360، بينما ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.2% ليصل إلى 147.3. هذه التحركات تؤكد قوة الدولار المؤقتة نتيجة توازن التيسير وتحفظ الفيدرالي تجاه التضخم، بالإضافة إلى عوامل خارجية مثل ضعف الاقتصاد في بعض الدول الأخرى.

المستقبل القريب للعملة الأمريكية

استمرار قوة الدولار يعتمد على مسار السياسة النقدية للفيدرالي مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى. إذا استمر الفيدرالي في الحذر وعدم خفض الفائدة بسرعة كبيرة، فقد يحافظ الدولار على قوته النسبية. ومع تزايد حالة عدم اليقين العالمي، قد يظل الدولار ملاذًا آمنًا قصير الأجل، رغم أن دورة خفض الفائدة الطويلة قد تضعف الدولار تدريجيًا على المدى الطويل، خصوصًا إذا استقر التضخم.

باختصار، قرار خفض الفائدة بمقدار 0.25% أثر بشكل غير متوقع على الدولار، إذ شهد العملة تقلبات حادة قبل أن تعود للارتفاع، مع توقعات بتأثر الأسواق بمزيد من التخفيضات المحدودة خلال الأشهر القادمة، حسب توجه الفيدرالي وبيانات التضخم والنمو.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook