إلقاء القبض على يمنيين حاولا تهريب 6 كجم من القات بجازان

كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في

تمكّنت دوريات الأفواج الأمنية في منطقة جازان، ضمن نطاق محافظة العارضة، من تنفيذ عملية أمنية ناجحة أسفرت عن القبض على اثنين من مخالفي نظام أمن الحدود من الجنسية اليمنية، وذلك إثر تورطهما في محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة تمثّلت في نحو ستة كيلوجرامات من نبات القات المخدر، وتأتي هذه العملية كحلقة في سلسلة من الجهود الأمنية المتواصلة التي تبذلها الجهات المختصة في مختلف مناطق المملكة للتصدي لآفة المخدرات والحد من انتشارها، وضبط المتورطين في تهريبها أو ترويجها أو التعامل معها بأي شكل من الأشكال.

وقد كشفت التحقيقات الأولية أن المقبوض عليهما قد تم رصدهما من قِبل فرق المراقبة الأمنية خلال قيامهما بمحاولة تمرير كمية القات عبر طرق غير نظامية في المناطق الجبلية الوعرة المحاذية للحدود الجنوبية، مستغلين التضاريس الجغرافية المعقدة للمنطقة لتمويه تحركاتهم، إلا أن يقظة رجال الأمن وإلمامهم الكبير بطبيعة المنطقة مكّنتهم من تتبع المتسللين وضبطهم بالجرم المشهود، وجرى على الفور اتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهم، وفق ما تقتضيه اللوائح المنظمة لمثل هذه الحالات، كما تم إيقافهما وإحالتهما مع المواد المضبوطة إلى جهة الاختصاص، لاتخاذ الإجراءات القانونية المقررة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وتُظهر هذه الواقعة حجم التحديات الأمنية التي تواجهها المملكة، خصوصًا في المناطق الحدودية التي تشهد محاولات متكررة من قبل عناصر مخالفة، تسعى لاختراق النظام الأمني ونقل مواد محرّمة تهدد سلامة المجتمع وتضرب استقراره، إلا أن النجاحات المتكررة التي تحققها الأجهزة الأمنية، ومن ضمنها قوات الأفواج الأمنية، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الأجهزة تعمل على مدار الساعة، ووفق خطط مدروسة واستراتيجيات متكاملة، تجمع بين الرقابة الأرضية والتقنيات الحديثة في الرصد والتحليل والمتابعة.

ومن المهم الإشارة إلى أن نبات القات يُعد من المواد المحظورة في المملكة العربية السعودية نظرًا لتأثيراته السلبية على صحة الفرد النفسية والجسدية، ولارتباطه بسلوكيات غير قانونية، من أبرزها التهريب والترويج والتعاطي، ويُصنف القات كمادة مخدرة يُجرَّم تداولها أو حيازتها أو التستر على مروجيها ومهربيها، ويواجه من يثبت تورطه في ذلك العقوبات المنصوص عليها في النظام، والتي تشمل السجن والغرامات المالية والإبعاد في حالة الوافدين.

وقد حذّرت الجهات الأمنية جميع المواطنين والمقيمين من مغبة التعاون أو التستر على أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالمخدرات، مشددة على أن من يتواطأ أو يتهاون مع مثل هذه الجرائم يُعد شريكًا في الجريمة ويخضع لنفس درجات المحاسبة. كما أكدت على أهمية تعزيز التعاون المجتمعي، وحثّت الجميع على الإبلاغ الفوري عن أي معلومات تتعلق بنشاطات التهريب أو الترويج، سواء عبر الرقم المخصص لذلك أو من خلال التواصل مع أقرب جهة أمنية.

وتأتي هذه الدعوة في سياق حملة وطنية شاملة تستهدف تعزيز وعي أفراد المجتمع بخطورة المخدرات وتأثيراتها السلبية على الأمن والصحة العامة، إضافة إلى ما تسببه من أضرار اقتصادية واجتماعية جسيمة، وتُعد مشاركة المواطن والمقيم في دعم الجهود الأمنية من أبرز سبل تعزيز فعالية المكافحة، إذ تُعد المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب عنصرًا حاسمًا في إحباط المحاولات الإجرامية قبل أن تتحول إلى تهديدات واقعية.

وفي ظل الجهود المتواصلة التي تقوم بها قوات الأفواج الأمنية، إلى جانب باقي القطاعات الأمنية ذات العلاقة، تواصل المملكة تعزيز استراتيجياتها لحماية حدودها من محاولات التسلل والتهريب، وتعمل على تطوير قدراتها الميدانية والفنية لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود، ويُذكر أن قوات الأفواج الأمنية تضطلع بمهام نوعية في المناطق الحدودية، وتشكل أحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة الأمن الشامل، إذ تتوزع دورياتها ونقاط تمركزها على امتداد مواقع التهريب المحتملة، وتُجري عمليات تمشيط ورصد دورية لضبط أي تحركات غير نظامية.

ولم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها في المنطقة، فقد شهدت محافظة العارضة ومناطق أخرى من منطقة جازان عدة عمليات ضبط ناجحة، تنوعت بين ضبط مهربين وأسلحة ومواد مخدرة، وهو ما يدل على مدى الاستهداف المنهجي الذي تتعرض له المملكة من قبل شبكات تهريب تنشط على المستوى الإقليمي والدولي، وتُقابل هذه التهديدات بحزم أمني صارم، وبتكامل وتنسيق بين مختلف الجهات المختصة، الأمر الذي أسهم في تقليص عمليات التهريب، وإحباط عدد كبير منها في مراحلها المبكرة.

وختامًا، تهيب الجهات الأمنية مجددًا بالجميع إلى الوقوف صفًا واحدًا مع جهود الدولة في مكافحة آفة المخدرات، وعدم التهاون مع من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن واستقرار مجتمعه، مؤكدة أن وعي المجتمع وتعاونه يشكلان السلاح الأقوى في مواجهة هذه التهديدات المتزايدة، التي تسعى للنيل من شباب الوطن وثروته البشرية.

اقرأ ايضاً