بسبب 29 رأساً من الأغنام.. "الأمن البيئي" يطيح بمواطن ارتكب هذه "المخالفة الصريحة"

كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في

في واحدة من العمليات البيئية الدقيقة، نجحت القوات الخاصة للأمن البيئي في ضبط مواطن خالف نظام البيئة المعتمد، بعد أن أقدم على رعي 29 رأسًا من الأغنام في منطقة محظور فيها الرعي داخل محمية الملك عبدالعزيز الملكية.

جاءت هذه الخطوة ضمن جهود مكثفة لحماية الثروات البيئية والطبيعية في المملكة، إذ تعمل الجهات المختصة على تعزيز الرقابة الميدانية ورصد أي تجاوزات تشكّل تهديدًا للنظام البيئي.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

القوات البيئية كشفت أن المواطن خالف الأنظمة المعتمدة بالرعي في مواقع محمية يمنع فيها الرعي حفاظًا على الغطاء النباتي، الذي يُعد أحد أبرز مكونات التوازن البيئي في تلك المنطقة.

وأوضح البيان الصادر أن الإجراءات النظامية طُبقت بحقه فورًا، بعد التحقق من عدد رؤوس الأغنام المخالفة، حيث بلغت الغرامة المقررة 200 ريال عن كل رأس أغنام وفقًا للائحة العقوبات البيئية المعتمدة.

هذا يعني أن إجمالي الغرامات التي طُبقت على المخالف بلغت 5800 ريال، في إشارة واضحة إلى أن الردع القانوني لمثل هذه السلوكيات مستمر ومتواصل في مختلف المحميات الملكية.

وأكدت الجهات المعنية أن حماية المحميات الطبيعية لا تقبل التهاون، خاصة مع تصاعد وتيرة التعديات الفردية التي تهدد التنوع النباتي والحيواني في عدد من المناطق البيئية الحساسة.

ويأتي هذا الإجراء الصارم ليعكس الجدية التي تتعامل بها القوات الخاصة للأمن البيئي مع كافة الانتهاكات، مهما كان حجمها، في سبيل الحفاظ على مقدرات البيئة للأجيال القادمة.

كما شددت القوات على أهمية التزام المواطنين والمقيمين بالأنظمة البيئية وعدم التعدي على المناطق المحمية، لكونها تشكّل مصدرًا حيويًا للتنوع الفطري والمناخي في المملكة.

القانون واضح، والأنظمة لا تحتمل التأويل، فرعي الأغنام أو الإبل أو الماشية عمومًا في المواقع المحظورة يُعد مخالفة صريحة يُحاسب مرتكبها وفق ما تنص عليه اللوائح الرسمية.

القوات دعت في بيانها كافة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي حالة مشابهة، أو عن أي تصرف يُعد اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية، عبر الأرقام المخصصة لهذا الغرض في مختلف المناطق.

في مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية، خصصت القوات الرقم (911) لتلقي البلاغات، بينما يمكن التواصل عبر الرقمين (999) و(996) في بقية المناطق داخل المملكة.

الهدف من هذه الجهود لا يقتصر فقط على الضبط وتطبيق العقوبات، بل يتعداه إلى التوعية المستمرة بأهمية التوازن البيئي، ودور الأفراد في المساهمة بحماية النظام الطبيعي.

الغطاء النباتي في المحميات لا ينمو عشوائيًا، بل هو نتاج سنوات من الترميم والعناية والاستثمار البيئي، وبالتالي فإن أي تعدٍ مهما كان بسيطًا قد يُعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

وتُعد محمية الملك عبدالعزيز الملكية واحدة من أبرز المحميات في المملكة، لما تتميز به من تنوع بيولوجي وموقع استراتيجي، ما يجعلها هدفًا رئيسيًا لحملات الرصد والمراقبة البيئية.

الرسالة كانت واضحة هذه المرة، فالقانون يسبق النوايا، وأي محاولة للتجاوز ستُقابل بإجراءات فورية، في وقت أصبح فيه الحفاظ على البيئة مسؤولية وطنية جماعية لا تقبل التراخي.

وبينما تتوسع جهود الاستدامة في السعودية وفق رؤية 2030، تتزايد أهمية دور الأمن البيئي في فرض احترام القانون، وبناء وعي بيئي يشمل الأفراد والمجتمعات على حد سواء.

اقرأ ايضاً