"وداعًا للضياع".. "شؤون الحرمين" تطلق دليلاً رقميًا شاملاً للمسجد النبوي

شؤون الحرمين
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في خطوة نوعية تهدف إلى تسخير التقنية لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق الخريطة التفاعلية الجديدة، والمخصصة للمسجد النبوي وساحاته ومرافقه المتعددة.

وتأتي هذه المبادرة الرقمية كجزء من منظومة متكاملة من الجهود التي تبذلها الهيئة، بهدف إثراء وتسهيل تجربة الزوار والمصلين، وتمكينهم من الوصول إلى مختلف المواقع والخدمات داخل المسجد النبوي ومحيطه بكل يسر وسهولة، عبر أجهزتهم الذكية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

إن هذه الخريطة لا تمثل مجرد دليل إرشادي، بل هي جسر يربط بين عظمة وقدسية المكان ومتطلبات العصر الرقمي، وتعكس حرص الهيئة على مواكبة أحدث التقنيات لتقديم خدمات مبتكرة تليق بضيوف الرحمن وتعينهم على أداء عباداتهم في أجواء من الطمأنينة والسكينة.

وتكتسب هذه الخدمة أهميتها من الطبيعة العمرانية الفريدة للمسجد النبوي، الذي يمتد على مساحة شاسعة ويضم عددًا كبيرًا من الأبواب والمرافق والساحات، مما قد يجعل من مهمة الوصول إلى وجهة محددة تحديًا للزائر الجديد، وهو ما تأتي هذه الخريطة لحله.

وقد دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جميع الزوار والمصلين إلى الاستفادة من هذه الخدمة الجديدة، التي صممت لتكون أداة فعالة وسهلة الاستخدام، تضع بين يدي الزائر دليلاً شاملاً لكافة أرجاء المسجد ومرافقه.

وتتجاوز وظيفة الخريطة مجرد تحديد المواقع، لتسهم في تعزيز مستوى التوجيه والإرشاد داخل المسجد، وتقليل حالات الضياع أو البحث الطويل عن الخدمات، مما يوفر على الزائر وقته وجهده، ويسمح له باستغلال كل دقيقة في العبادة والذكر.

إن توفير مثل هذه الخدمات الرقمية النوعية ينسجم بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تؤكد على ضرورة الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتوظيف التحول الرقمي لتحسين تجربتهم وجعلها أكثر راحة وسلاسة.

وتعمل الهيئة بشكل مستمر على تطوير خدماتها، وهذه الخريطة التفاعلية هي نتاج لدراسة دقيقة لاحتياجات الزوار، حيث من المتوقع أن تساعدهم في تحديد مواقع أبواب الدخول والخروج، ومواقع الوضوء، والمصليات المخصصة للنساء، والمكتبات، وغيرها من المرافق الهامة.

إن إتاحة الخريطة عبر رابط إلكتروني يضمن سهولة الوصول إليها من قبل أكبر عدد ممكن من الزوار، الذين باتوا يعتمدون على هواتفهم الذكية كأداة أساسية في حياتهم اليومية، لتصبح المعلومة الإرشادية على بعد لمسة واحدة منهم.

وتمثل هذه الخطوة أيضًا دعمًا كبيرًا لفرق العمل الميدانية في المسجد النبوي، حيث إن تمكين الزائر من إرشاد نفسه بنفسه، يخفف من الضغط على المرشدين ورجال الأمن، ويسمح لهم بالتركيز على مهام أخرى تتعلق بالتنظيم وضمان السلامة.

وتعكس هذه المبادرة العقلية التطويرية التي تتبناها الهيئة، والتي لا تتوقف عند حدود الخدمات التقليدية، بل تبادر بابتكار حلول عصرية تزيد من فعالية الخدمات المقدمة وتلبي تطلعات قاصدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن المتوقع أن تشهد هذه الخريطة تحديثات وتطويرات مستمرة في المستقبل، لتشمل مزايا إضافية قد تتضمن معلومات عن أوقات الزيارة للروضة الشريفة، أو إشعارات حول مستوى الازدحام عند أبواب معينة، لتكون دليلاً حيًا ومتجددًا.

إن الهدف الأسمى من كل هذه الجهود هو أن يتفرغ الزائر والمصلي لغايته الأساسية من وجوده في هذا المكان الطاهر، وهي العبادة والتقرب إلى الله، دون أن يشغل باله بتفاصيل قد تشتت تركيزه أو تعكر صفو رحلته الإيمانية.

في المحصلة النهائية، يعد إطلاق الخريطة التفاعلية للمسجد النبوي علامة فارقة في مسيرة تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتأكيدًا على أن المملكة ماضية في تسخير كافة إمكانياتها التقنية والبشرية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook