بادر قبل إغلاق التسجيل .. التخصصات الصحية تعلن بدء التقديم على 4 برامج تدريبية

كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في

أعلنت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" عن فتح باب التقديم على أربعة برامج تدريبية نوعية، تستهدف تطوير الكوادر الوطنية وتأهيلهم لمزاولة عدد من المهن الصحية، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد في المملكة بتعزيز الكفاءات المهنية في القطاع الصحي، الذي يشهد نمواً متسارعاً في ظل رؤية 2030.

وتشمل البرامج المعلن عنها برنامج مساعد طبيب أسنان، وبرنامج فني رعاية المرضى، إضافة إلى برنامج فني التعقيم الطبي، وبرنامج فني الترميز الطبي، وتعمل هذه البرامج على تزويد المتدربين بالمعارف والمهارات المطلوبة، بما يؤهلهم لدخول سوق العمل الصحي بكفاءة عالية، وذلك بعد اجتيازهم للاختبارات المعتمدة ومتطلبات كل برنامج تدريبي.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه القطاع الصحي السعودي تحولات هيكلية كبيرة، ويُعد توطين الوظائف الصحية أحد أولويات المرحلة الراهنة، خصوصاً في التخصصات المساندة التي تُسهم بشكل فعال في دعم منظومة الرعاية الطبية وتحسين تجربة المريض، وهو ما تعكسه هذه البرامج التي تفتح أبواباً واسعة للباحثين عن فرص مهنية مستقرة ومطلوبة في سوق العمل.

وقد تم تحديد فترات التقديم عبر البوابة الإلكترونية للأكاديمية الصحية التابعة للهيئة، إذ يُتاح التقديم على برنامج فني التعقيم الطبي وبرنامج فني الترميز الطبي اعتباراً من اليوم وحتى الرابع عشر من يوليو الجاري، فيما يبدأ التقديم على برنامجي مساعد طبيب أسنان وفني رعاية المرضى في التاسع عشر من الشهر ذاته، مما يتيح للراغبين في الالتحاق بها الوقت الكافي لاستكمال المتطلبات.

ودعت الهيئة جميع المتقدمين إلى ضرورة مراجعة شروط ومتطلبات القبول لكل برنامج بعناية، حيث تختلف المتطلبات بحسب التخصص، ويجب إرفاق المستندات المطلوبة بدقة لضمان قبول الطلب، وهو ما يُعد خطوة تنظيمية مهمة لضمان جودة المتدربين وكفاءتهم المهنية.

وتُعد هذه البرامج من بين البرامج المؤهلة التي تُسهم في رفع نسبة السعودة في وظائف الرعاية الصحية، حيث تُتيح للخريجين فرصاً واعدة للالتحاق بالمرافق الطبية الحكومية والخاصة، بما في ذلك المستشفيات العامة، والمراكز الصحية، وعيادات الأسنان، والمختبرات، وغيرها من منشآت الرعاية الصحية.

وتُركز الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من خلال هذه المبادرات على رفع كفاءة الممارسين الصحيين من خلال التدريب العملي والنظري، حيث تتضمن البرامج ساعات تدريب ميداني مكثف، وتدريباً أكاديمياً متخصصاً يغطي جميع المهارات الأساسية اللازمة لممارسة المهنة بثقة وكفاءة.

ويمثل التعاون بين الهيئة وصندوق "هدف" نموذجاً للشراكة المؤسسية الناجحة في دعم التوظيف الوطني، إذ يتولى الصندوق دعم تكاليف البرامج التدريبية، وتمكين الشباب السعودي من الحصول على فرص تعليمية ومهنية متقدمة، دون تحميلهم أعباء مالية كبيرة، مما يُسهم في تعزيز الاستقرار المهني والاجتماعي للخريجين.

وتحظى برامج مثل فني الترميز الطبي بأهمية متزايدة في ضوء التحول الرقمي الذي يشهده القطاع الصحي، إذ يُعد الترميز الطبي عنصراً أساسياً في إدارة السجلات الصحية الإلكترونية، وتحليل البيانات السريرية، وتحسين جودة الخدمات الطبية، وهو مجال يتطلب تدريباً متخصصاً لمواكبة التطورات التقنية في هذا القطاع.

أما برنامج فني التعقيم الطبي، فهو يُعَد ضرورياً لضمان بيئة طبية آمنة وخالية من العدوى، ويُعتمد عليه في تجهيز الأدوات الجراحية، والتعامل مع الأجهزة الطبية بشكل يضمن أعلى معايير السلامة، مما يجعله من التخصصات الحيوية في المستشفيات والمراكز الجراحية.

كما يُعزز برنامج فني رعاية المرضى قدرة الممارسين الصحيين على تقديم الدعم المباشر للمرضى، سواء في وحدات التنويم أو الطوارئ أو الرعاية المنزلية، إذ يتضمن التدريب التعامل مع حالات متنوعة وتقديم رعاية صحية موجهة تركز على راحة المريض واحتياجاته اليومية.

ويُعتبر برنامج مساعد طبيب أسنان من أبرز التخصصات المطلوبة في سوق العمل، حيث يتضمن تدريب المتدرب على التعامل مع المرضى، وتحضير الأدوات، وتقديم الدعم المباشر للطبيب أثناء الإجراءات، فضلاً عن مهارات التثقيف الصحي للمراجعين، وهي مهارات تتطلب تأهيلاً مهنياً دقيقاً.

وتسعى الهيئة من خلال هذه البرامج إلى تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال الاستثمار في الكوادر البشرية، إذ تشير العديد من الدراسات إلى أن جودة الرعاية الصحية ترتبط بشكل مباشر بمستوى تدريب وتأهيل العاملين في المجال، وهو ما تُحاول هذه البرامج تحقيقه من خلال معايير قبول دقيقة وتدريب مكثف.

وتُعد الأكاديمية الصحية التابعة للهيئة المنصة الرئيسة لإدارة هذه البرامج، حيث تقدم معلومات شاملة عن كل تخصص، وشروط القبول، وخطوات التقديم، مما يُسهل على الراغبين في التسجيل اتخاذ قراراتهم المهنية بناءً على معلومات دقيقة وشفافة.

ويُنتظر أن تسهم هذه البرامج في تقليص الفجوة بين العرض والطلب في عدد من التخصصات الصحية المساندة، والتي شهدت في السنوات الماضية تزايداً في الحاجة إليها، خصوصاً في ظل التوسع في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين في مختلف مناطق المملكة.

ويعكس هذا التوجه رغبة الجهات المعنية في السعودية إلى إعداد جيل جديد من الفنيين والمتخصصين القادرين على العمل وفق أعلى المعايير العالمية، من خلال تمكينهم من التعليم التطبيقي والدعم المهني المستمر، مما يرفع من تنافسيتهم في السوق المحلي.

ومع استمرار التوسع في تقديم مثل هذه البرامج، تتزايد أهمية تكامل الجهود بين القطاعات الصحية والتعليمية والتمويلية لضمان توفير فرص مهنية مستدامة، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة التي تسعى إليها المملكة في مختلف القطاعات الحيوية.

اقرأ ايضاً