انقسام ناري داخل الهلال بسبب الشهراني .. خطوة غامضة تقلب الطاولة قبل الحسم

الظهير الدولي ياسر الشهراني.
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

تشهد أروقة نادي الهلال السعودي حالة من التوتر والجدل المتصاعد، عقب الأنباء المفاجئة التي طالت مستقبل الظهير الدولي ياسر الشهراني، الذي يقترب عقده من نهايته مع الفريق العاصمي، في ظل انقسام واضح بين مؤيد لبقائه ومعارض لتمديد تجربته، وسط مستجدات غير متوقعة هزت ثقة جماهير الزعيم.

وبينما كان يُعتقد أن علاقة الشهراني بالهلال وصلت إلى محطتها الأخيرة مع حلول 30 يونيو، حيث ينتهي عقده رسميًا، تفاجأت جماهير النادي خلال الساعات الماضية بتقارير تؤكد رغبة الإدارة في تجديد عقد اللاعب لمدة موسمين إضافيين، ما اعتبره البعض خطوة مفاجئة لم تكن في الحسبان.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن موافقة الشهراني على العودة إلى نادي القادسية، الفريق الذي نشأ فيه، بعد مسيرة حافلة دامت أكثر من عقد في صفوف الهلال، توج خلالها بالعديد من البطولات المحلية والقارية، غير أن تلك العودة المحتملة تعرضت لهزة عنيفة بعد تسريبات نوايا التجديد.

وقد زاد الجدل بعد أن غاب الشهراني عن المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، رغم تواجد الهلال حتى الدور ربع النهائي، حيث فضّل المدرب الإيطالي إنزاجي الاعتماد على أسماء أخرى، على رأسها البرتغالي جواو كانسيلو، والبرازيلي رينان لودي، بالإضافة إلى متعب الحربي، مما أثار تساؤلات حول جدوى بقاء اللاعب دون دور حقيقي في التشكيلة.

ولم تخفِ الجماهير الهلالية استياءها من الأخبار المتداولة، حيث عبّر قطاع كبير منها عن رفضه لفكرة التجديد مع لاعب بلغ الثالثة والثلاثين من عمره، خصوصًا في ظل وفرة العناصر الأجنبية والمحلية في نفس مركزه، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول الفائدة الفنية من بقائه.

وتُعد مسألة التجديد مع لاعب لم يشارك بشكل فعّال في البطولات الكبرى، وفي ظل الاستعدادات الكبيرة التي تقوم بها إدارة الهلال لتعزيز صفوف الفريق بعناصر عالمية، بمثابة قرار مثير للريبة لدى أنصار النادي، الذين يطالبون بمنح الفرصة للاعبين الشباب أو المحترفين الأجانب الأكثر جاهزية.

وفي المقابل، تتحرك إدارة القادسية بهدوء من أجل إعادة النجم الدولي إلى الفريق الذي شهد انطلاقته الكروية، حيث تُجري مفاوضات مباشرة مع اللاعب ووكيله، وسط آمال بعودته لقيادة الفريق بخبرته الطويلة، خاصة في ظل سعي القادسية للعودة إلى المنافسة على البطولات المحلية.

يذكر أن تاريخ الشهراني مع الهلال حافل بالألقاب، إلا أن تراجع مستواه البدني وكثرة الإصابات، إلى جانب غيابه عن الواجهة خلال الفترات الحساسة من الموسم، وضع علامات استفهام كثيرة حول قدرته على مواصلة الأداء بنفس الوتيرة، وهو ما تعكسه مشاركته في 20 مباراة فقط الموسم الماضي، ساهم خلالها بهدف وحيد.

وتقدر قيمة الشهراني السوقية حاليًا بنحو 750 ألف يورو، وهو رقم متواضع مقارنة بالنجوم الآخرين في نفس مركزه، مما يعزز من وجهة نظر الجماهير التي ترى في التجديد معه قرارًا عاطفيًا أكثر منه فنيًا أو استثماريًا يعود بالنفع على الفريق.

وفي ظل الصفقات الكبيرة التي تجهزها الإدارة الهلالية، وعلى رأسها التفاوض المتقدم مع ثيو هيرنانديز من ميلان الإيطالي، تتجه الأنظار إلى خط الدفاع الذي يشهد تخمة في الأسماء، مما يزيد من صعوبة تقبل تجديد عقد لاعب لا يشكل عنصرًا محوريًا في حسابات الجهاز الفني.

ولم تتضح بعد النوايا النهائية لإدارة الهلال، التي تلتزم الصمت في ظل تزايد الأصوات الجماهيرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يزيد من الضغط على صناع القرار داخل النادي، وسط تسريبات عن وجود انقسام داخلي بين مؤيدين لتكريم اللاعب بخاتمة تليق بتاريخه، ومعارضين يرون أن الوقت قد حان للرحيل.

ويرى المراقبون أن الأزمة تكشف عن عمق التحديات التي تواجه الأندية السعودية الكبرى في إدارة ملفات اللاعبين القدامى، خاصة في ظل التحول الكبير نحو استقطاب نجوم عالميين، وتوسيع طموحات المنافسة إقليميًا وعالميًا.

ومن جهة أخرى، يحاول الشهراني الحفاظ على صمته الإعلامي، مكتفيًا بمتابعة الأحداث عن كثب، حيث لم يصدر عنه أي تصريح رسمي بشأن موقفه من البقاء أو الرحيل، تاركًا الباب مفتوحًا أمام كل السيناريوهات الممكنة خلال الأيام المقبلة.

ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية من ذروتها، فإن ملف الشهراني قد يشهد تطورات حاسمة، قد تُعلن في أي لحظة، إما بتجديد غير متوقع، أو عودة دراماتيكية إلى القادسية، وهو ما يجعل اللاعب في قلب المشهد الكروي السعودي خلال المرحلة الراهنة.

وفي حال قررت إدارة الهلال الإبقاء على الشهراني، سيكون عليها تقديم تبرير فني واضح للجماهير، يشرح سبب تفضيلها استمرار لاعب لا يحظى بثقة المدرب الحالي، على حساب ضخ دماء جديدة في الفريق الذي يسعى للهيمنة على البطولات المحلية والقارية.

وحتى اللحظة، لا يبدو أن الجدل في طريقه إلى الانطفاء، بل من المرجح أن يزداد مع اقتراب الحسم، خصوصًا في ظل شغف الجماهير بمستقبل أحد أبرز الأسماء التي لعبت دورًا محوريًا في إنجازات الهلال خلال العقد الأخير، مما يجعل من مصير الشهراني نقطة محورية في موسم الانتقالات الحالي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook