خطوط مقروءة ولافتات ذكية .. "كود الطرق" السعودي يفتح الباب أمام مستقبل القيادة الذاتية في المملكة

الهيئة العامة للطرق
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

في خطوة نوعية نحو تطوير البنية التحتية الذكية في المملكة، أوضحت الهيئة العامة للطرق أن كود الطرق السعودي الجديد يضع معايير دقيقة لتأهيل الطرق لاستقبال المركبات ذاتية القيادة، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى السلامة والجودة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية على الطرق، ويأتي هذا التحرك ضمن جهود المملكة المتواصلة لتحسين جودة الحياة وتهيئة بيئة مرورية تتسم بالأمان والاستدامة.

وأشارت الهيئة إلى أن الكود السعودي لا يقتصر على النواحي الإنشائية فحسب، بل يتضمن أيضًا عناصر تقنية دقيقة تشمل تركيب أجهزة اتصال متقدمة على جانبي الطرق، وتُعد هذه الأجهزة عنصرًا أساسيًا في دعم المركبات الذاتية من خلال تزويدها بمعلومات فورية عن حالة الطريق وظروف السير، مما يسهم بشكل كبير في تمكين اتخاذ قرارات قيادة آمنة وفعالة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

كما يتضمن الكود مواصفات هندسية مبتكرة لرصف الطرق، حيث جرى تصميم طبقات الرصف لتتحمل تكرار الحركة في المسارات ذات الاستخدام المكثف من قبل المركبات ذاتية القيادة، وهو ما يسهم في الحفاظ على استدامة الطريق لأطول فترة ممكنة، ويقلل من التكاليف المستقبلية المرتبطة بالصيانة.

ولتحقيق تكامل تكنولوجي شامل، نص الكود على تنفيذ خطوط أرضية واضحة ولافتات مقروءة آليًا، تُمكّن أنظمة الاستشعار في المركبات الذاتية من تحليل البيئة المحيطة والتفاعل معها بدقة، حتى في الظروف الجوية المتقلبة، بما يضمن استمرار كفاءة عمل الأنظمة دون انقطاع.

وأكدت الهيئة أهمية تهيئة مواقف المركبات لتتماشى مع الأنظمة الذاتية الحديثة، حيث يشمل الكود اشتراطات تتعلق بالركن التلقائي والاستشعار الذكي، ما يجعل من تجربة القيادة الذاتية أكثر سلاسة وسهولة، ويخفف من أعباء السائق التقليدي، ويدعم الانتقال التدريجي نحو أنماط التنقل الذكي.

ويهدف هذا التوجه أيضًا إلى تحسين الحركة المرورية بشكل عام، من خلال تنظيم تدفق المركبات بشكل ذكي وتلقائي، مما يقلل من الازدحامات المرورية، ويعزز السلامة على الطرق، لا سيما في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

وبيّنت الهيئة أن اعتماد الكود يأتي كمرجع فني شامل يهدف إلى توحيد الممارسات والمعايير بين جميع الجهات ذات العلاقة بقطاع الطرق في المملكة، سواء كانت وزارات أو هيئات تطوير المدن أو أمانات المناطق أو بلديات المحافظات، لضمان وجود بيئة إنشائية وتشغيلية موحدة تدعم التطور التقني والاقتصادي.

ويساهم الكود في رفع مستوى التخطيط والتصميم والتنفيذ لجميع الطرق بمختلف أنواعها، ويعتمد في محتواه على أحدث المعايير العالمية مع مراعاة الخصوصية البيئية والجغرافية للمملكة، فضلًا عن استيعابه لمتطلبات المركبات المستقبلية، خاصة تلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

ويتضمن الكود السعودي كذلك إرشادات تفصيلية ورسومات هندسية دقيقة وإجراءات متكاملة لضمان الجودة والكفاءة، مع وجود قوائم تدقيق تساعد الجهات المنفذة على تطبيق المعايير بشكل سليم، ما يُسهم في تقليل هامش الخطأ ورفع مستوى السلامة على الشبكة الطرقية الوطنية.

وأكدت الهيئة العامة للطرق أن تطبيق الكود بدأ بشكل استرشادي خلال الفترة الماضية، وتم اعتماد تطبيقه رسميًا على الجهات الحكومية مع بداية العام الحالي، كما فُرض على الجهات الخاصة اعتبارًا من منتصف هذا العام، ضمن خطة زمنية تضمن تحقيق الاستفادة القصوى من بنوده.

وتنطلق هذه الخطوة من رؤية المملكة التي تسعى لأن تكون في مقدمة الدول المتقدمة في قطاع النقل، إذ تسعى إلى الوصول إلى المرتبة السادسة عالميًا في جودة الطرق بحلول عام 2030، ضمن أهداف رؤية السعودية الطموحة التي تضع البنية التحتية في قلب خطط التنمية المستدامة.

وتُعد الهيئة العامة للطرق الجهة المسؤولة عن الإشراف على قطاع الطرق وتنظيمه، من خلال إعداد السياسات والتشريعات وتطوير الأدلة الفنية، وتُعد مبادرة إطلاق كود الطرق السعودي إحدى أهم المبادرات النوعية التي تعكس الطموح الوطني في تبني معايير عالمية تراعي التحول الرقمي في التنقل.

ويُنتظر أن يكون لتطبيق الكود أثر مباشر في خفض الحوادث المرورية وتحسين كفاءة التشغيل، من خلال تجهيز شبكة طرق ذكية تتفاعل مع المستخدم وتدعم المركبات ذاتية القيادة، ما يسهم في رفع جودة الحياة وتقليل الهدر الاقتصادي والبيئي المرتبط بالتنقل التقليدي.

كما يُتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز ثقة المستثمرين في قطاع البنية التحتية، وفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص للمشاركة في تصميم وتنفيذ مشاريع طرق حديثة تستجيب لمتطلبات المستقبل الذكي، بما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي متكامل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook