المرور يحذر: إجراءات صارمة وغرامات تصل إلى 900 ريال بانتظار المخالفين لقواعد الحمولة على طرق المملكة

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

حذّرت الإدارة العامة للمرور في المملكة من ظاهرة باتت تتكرر على الطرقات، وتشكل خطرًا داهما على السلامة العامة، وهي تجاوز الحد المسموح به في أبعاد الحمولة المنقولة على مركبات النقل الخفيف، مؤكدة أن هذا التصرف يُعد مخالفة مرورية جسيمة تؤثر بشكل مباشر على حركة السير وتعرض الأرواح للخطر.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه مخالفات النقل غير النظامي، حيث أوضح "المرور السعودي" أن تجاوز الأبعاد القانونية للحمولة لا يُعرض فقط حياة السائق للخطر، بل يضعه أيضًا تحت طائلة المساءلة القانونية، مع فرض غرامات مالية قد تصل إلى 900 ريال، حسب ما تنص عليه لائحة الجزاءات والمخالفات المرورية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وأكدت الإدارة أن هذه الغرامات تأتي في سياق ردع المخالفين وحثهم على الالتزام بالأنظمة التي وُضعت لضمان سلامة الجميع، مشيرة إلى أن الحد الأدنى للغرامة يبلغ 500 ريال، وهي قابلة للزيادة وفق طبيعة المخالفة وتكرارها، ما يعكس جدية التعامل مع هذا النوع من السلوكيات.

ويُعد نقل الحمولات بأبعاد تتجاوز المسموح به واحدًا من أبرز مسببات الحوادث على الطرق، لا سيما عندما تفتقر المركبة إلى التجهيزات اللازمة لتثبيت الحمولة أو تأمينها، مما يؤدي إلى سقوطها أو انزياحها خلال السير، وهو ما قد يتسبب بكوارث مرورية مروعة.

وشددت الإدارة العامة للمرور على أن السلامة المرورية ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي التزام جماعي يجب أن يتشارك فيه كل مستخدمي الطريق، داعية إلى ضرورة الالتزام بالضوابط الفنية لنقل البضائع، ومراعاة المعايير التي وُضعت بناء على دراسات دقيقة لضمان عدم إعاقة الحركة أو التسبب في أي ضرر.

وتسعى الجهات المعنية بالمرور في السعودية إلى تعزيز ثقافة الوعي لدى سائقي مركبات النقل الخفيف، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على هذه الفئة في عمليات التوصيل والشحن داخل المدن وخارجها، وهو ما يتطلب انضباطًا أكبر والتزامًا دقيقًا بالتعليمات.

وتندرج هذه التحذيرات ضمن حملة توعوية أوسع أطلقتها الإدارة مؤخرًا، تستهدف الحد من التجاوزات في قطاع النقل، وتسليط الضوء على المخالفات التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تنطوي على مخاطر كبيرة في حال تجاهلها أو التهاون فيها.

كما نوّهت الإدارة بأهمية إجراء الفحص الفني المنتظم لمركبات النقل الخفيف، خاصة تلك التي تُستخدم في نقل البضائع أو المعدات، لضمان جاهزيتها الفنية وعدم وجود خلل قد يسهم في وقوع الحوادث، أو يُفاقم من خطورة الحمولة الزائدة أو غير الآمنة.

وأوضحت أن هناك التزامات تقع على عاتق السائقين وأصحاب المركبات، مثل التأكد من تثبيت الحمولة بشكل آمن، وعدم تجاوز الارتفاع أو الطول أو العرض المسموح به نظامًا، حتى لا تُعرض المركبة نفسها والآخرين للخطر، وتُفقدها توازنها أو قدرتها على المناورة.

وبيّنت الإدارة أن الرصد الآلي والتفتيش الميداني المستمر يسهمان في كشف مثل هذه التجاوزات بشكل فوري، ويتيحان فرض العقوبات دون تأخير، في خطوة تهدف إلى تعزيز الردع وزيادة الانضباط على الطرق السريعة والداخلية على حد سواء.

ودعت الإدارة جميع قائدي المركبات إلى التعاون مع رجال المرور، والإبلاغ عن المركبات التي تُحمّل بطريقة غير نظامية، لما في ذلك من تعزيز للسلامة المرورية والحد من التصرفات الفردية التي تضر بالمصلحة العامة وتخلّ بقواعد السير.

ولفتت إلى أن العديد من الحوادث المؤسفة كانت بسبب تجاهل هذه التعليمات، حيث سُجلت حالات فقد فيها سائقون السيطرة على مركباتهم بسبب حمولة غير متوازنة أو زائدة، ما أدى إلى انحرافات أو انقلابات مفاجئة على الطرق السريعة.

ويُعد التزام السائقين بهذه التعليمات مساهمة فاعلة في الحد من الحوادث، خاصة في ظل تزايد أعداد المركبات على الطرق، وارتفاع وتيرة الحركة التجارية والنقل في مختلف المناطق، وهو ما يفرض مزيدًا من الدقة والانضباط في تطبيق قواعد النقل الآمن.

وأكدت الإدارة أن هدفها ليس فرض الغرامات بقدر ما هو حماية الأرواح والممتلكات، وضمان أن تسير المركبات في بيئة مرورية آمنة ومُنظمة، بعيدة عن الفوضى والعشوائية التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية.

وفي ختام بيانها، جدّدت الإدارة العامة للمرور دعوتها إلى الالتزام التام بالأنظمة المرورية، خاصة ما يتعلق بنقل الحمولات، مشيرة إلى أن السلامة تبدأ من التقيّد بالقانون، وأن التجاوزات لا تُعد شجاعة أو مهارة، بل مجازفة غير محسوبة قد يدفع ثمنها الأبرياء.

اقرأ ايضاً