جريمة بشعة بالمدينة المنورة: استدرج زوجته وقتلها بوحشية.. وحكم عادل من الداخلية

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

نفّذت الجهات المختصة في منطقة المدينة المنورة اليوم الخميس حكم القتل حدًا بحق أحد الجناة من الجنسية البنجلاديشية، وذلك بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل مروعة بحق زوجته بطريقة اتسمت بالغدر والخداع، في جريمة كشفت تفاصيلها عن نية مبيتة وتنفيذ مروّع يتنافى مع الفطرة والإنسانية ويستوجب أقصى درجات العقوبة الشرعية.

ووفقًا لما ورد في بيان وزارة الداخلية، فإن الجاني المدعو سيف الرحمن أقدم على استدراج زوجته رابيا أختر، وهي من بني جلدته، إلى مكان ناءٍ خارج العمران، حيث اعتدى عليها بالضرب، ثم كتم أنفاسها، قبل أن ينهال عليها ضربًا بأداة حادة في أماكن متفرقة من جسدها حتى فارقت الحياة، في مشهد يعكس أقسى صور الغدر من أقرب الناس.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وأكد البيان أن الجهات الأمنية تمكنت بفضل الله من القبض على الجاني في وقت وجيز بعد ارتكابه للجريمة، حيث تم فتح تحقيق موسّع معه أفضى إلى توجيه الاتهام المباشر له، ومن ثم تمت إحالته إلى المحكمة المختصة للنظر في القضية، حيث ثبتت الإدانة عليه بالأدلة القطعية المادية والاعترافات التفصيلية.

وأوضحت المحكمة أن الجريمة التي ارتكبها الجاني تندرج تحت جرائم الغيلة، إذ قام باستدراج المجني عليها إلى مكان آمن بالنسبة لها وموحش في حقيقته، وأقدم على قتلها على وجه الحيلة والخداع، الأمر الذي يُسقط عنه موانع القتل الحدّي ويستوجب تطبيق حد الغيلة جزاءً لما اقترفته يداه.

وجرى استئناف الحكم وفق الإجراءات القضائية المعتمدة، ثم تم تأييده من المحكمة العليا بعد استيفاء جميع مراحل التقاضي، مما جعل الحكم نهائيًا لا رجعة فيه، ليُرفع لاحقًا للمقام السامي، ويصدر الأمر الملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا وتنفيذ حد القتل بحق الجاني بما يحقق العدالة ويردع كل من تسوّل له نفسه التعدي على الأرواح المعصومة.

وتم تنفيذ حكم القتل حدًا بالجاني سيف الرحمن صباح الخميس الموافق الثاني والعشرين من محرم لعام 1447هـ، والذي يوافق السابع عشر من يوليو لعام 2025م، في منطقة المدينة المنورة، وسط إجراءات أمنية وقضائية محكمة تراعي أحكام الشريعة وتضمن تنفيذ القصاص وفق الضوابط الشرعية.

وشدّدت وزارة الداخلية في بيانها على أن تنفيذ هذا الحكم يأتي في إطار حرص حكومة المملكة على حفظ أمن البلاد والعباد، وتحقيق العدل، وتطبيق أحكام الله في كل من يتجاوز حدوده، ويعبث بأرواح الأبرياء، ويرتكب جرائم يندى لها الجبين، سواء بحق المواطنين أو المقيمين على أرض المملكة.

كما نوّه البيان بأن المملكة لن تتهاون في محاسبة أي مجرم تثبت بحقه هذه الجرائم الجسيمة، وأن العقوبة الشرعية ستكون مصيره المحتوم، مهما كان جنسه أو جنسيته، وأن النظام العدلي في المملكة يقوم على مبادئ العدل والرحمة والحزم، ويضمن تطبيق الحدود على من يستحقها دون تأخير أو مماطلة.

وتُعد جرائم الغيلة من أشد الجرائم خطرًا في الشريعة الإسلامية، لما فيها من استغلال لثقة المجني عليه بالجاني، وتنفيذ القتل في وضعية يغيب فيها الخوف من العدوان، حيث يرى الفقهاء أن هذه الصورة من الغدر تُفقد القاتل الأمان وتوجب إقامة حد القتل عليه حدًا لا قصاصًا ولا تعزيرًا.

وتؤكد السلطات القضائية أن تطبيق هذا النوع من الأحكام الشرعية يمثل حماية للمجتمع من العابثين بحياة الناس وأمانهم، ويجسّد في الوقت ذاته صرامة القضاء في مواجهة جرائم القتل المقترنة بالحيلة، والتي تنتهك ليس فقط حق الحياة، بل أيضًا قيم الأمان والثقة داخل الأسرة والمجتمع.

وتوجه وزارة الداخلية في ختام بيانها تحذيرًا واضحًا لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الأرواح البريئة، بأن العدالة الشرعية ستكون له بالمرصاد، وأن المملكة لا تساوم في أمنها واستقرارها، وتطبّق شرع الله بحزم وعدل ودون تهاون تجاه كل من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم الشنيعة.

ويُعد هذا الحكم رسالة واضحة بأن العدالة في المملكة لا تُفرّق بين أحد، وأنه لا مهرب من العقوبة لأي منتهك لحرمات الله أو من اعتدى على نفس بريئة، وأن منظومة الأمن والعدالة تعمل بتكامل تام لإيصال الحقوق لأصحابها، وتحقيق الردع العام، وحماية المجتمع من كل مظاهر الجريمة.

وقد أثارت هذه الجريمة استياءً واسعًا نظرًا لبشاعتها، كونها ارتُكبت بحق زوجة آمنت لزوجها واستُدرجت بطمأنينة، لتموت بطريقة وحشية بعيدة عن أي مبرر إنساني أو أخلاقي، ما جعل حكم القتل حدًا بحق الجاني محل تأييد واسع بين الأوساط القانونية والشعبية.

وتمضي المملكة قدمًا في نهجها الثابت القائم على الشريعة الإسلامية، بتطبيق الحدود الشرعية على من يستحقها، بما يحفظ الأمن ويحقق الردع، ويعزز الثقة في النظام القضائي العادل الذي لا يُفرّط في الدماء ولا يقبل بالغدر مهما كانت دوافعه أو صورته.

اقرأ ايضاً