سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا وسط تداولات حذرة

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيس تعاملات اليوم الإثنين على ارتفاع طفيف، كاسبًا نحو 16.46 نقطة، ليغلق عند مستوى 10981.17 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.3 مليارات ريال، في جلسة اتسمت بالحذر من قبل المستثمرين، مع بقاء المؤشر ضمن نطاقه الأفقي المسجل في الآونة الأخيرة.

وبحسب ما أوردته النشرة الاقتصادية اليومية لوكالة الأنباء السعودية، فقد بلغت كمية الأسهم المتداولة خلال جلسة اليوم نحو 355 مليون سهم، توزعت على عدد من القطاعات، وسط تفاوت في الأداء بين الشركات، حيث سجلت أسهم 95 شركة ارتفاعًا في قيمتها السوقية، مقابل تراجع أسهم 148 شركة أخرى.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وظهرت أسهم شركات سهل، وسلامة، ومياهنا، والآمار، وسينومي ريتيل ضمن قائمة الأكثر ارتفاعًا، محققة نسب نمو ملموسة في نهاية الجلسة، في حين جاءت شركات سبكيم العالمية، وعزم، والاستثمار ريت، ووفرة، وكابلات الرياض ضمن الأكثر تراجعًا، متأثرة بموجات بيع متفاوتة، حيث تراوحت نسب التغير بين ارتفاع 10.00% وانخفاض 5.69%.

وفيما يتعلق بنشاط التداول، جاءت أسهم شركات شمس، وسينومي ريتيل، وأمريكانا، وأرامكو السعودية، وباتك ضمن الأكثر تداولًا من حيث الكميات، ما يعكس تحركات ملحوظة في السيولة المتجهة نحو أسهم الشركات ذات الحضور الإعلامي أو الاستثماري في الآونة الأخيرة.

أما على صعيد القيمة السوقية المتداولة، فقد تصدّرت أسهم الراجحي، وسينومي ريتيل، وأكوا باور، واتحاد اتصالات، وشمس قائمة الأكثر نشاطًا، مدعومة بعمليات شراء مؤسسية وفردية مكثفة، ما يعكس ثقة نسبية من المتعاملين في الأداء المستقبلي لهذه الشركات.

وعلى الرغم من الإغلاق الإيجابي للمؤشر الرئيس، إلا أن التباين في أداء القطاعات الكبرى مثل البنوك والبتروكيماويات والاتصالات كان واضحًا، إذ لم تسجل جميعها اتجاهًا موحدًا، الأمر الذي يعكس الترقب السائد لدى المستثمرين انتظارًا لمحفزات مالية أو بيانات اقتصادية جديدة.

وفي المقابل، أنهى مؤشر السوق الموازية (نمو) جلسة اليوم على تراجع واضح، فاقدًا نحو 82.58 نقطة، ليستقر عند مستوى 27080.02 نقطة، وسط تداولات متواضعة نسبيًا بلغت قيمتها نحو 20 مليون ريال، وبكمية أسهم متداولة تجاوزت مليوني سهم، مما يشير إلى استمرار حالة التصحيح داخل هذا السوق الموازي.

ويُلاحظ من خلال تداولات السوق الموازية أن بعض المستثمرين يتجهون نحو جني الأرباح بعد سلسلة من المكاسب المسجلة خلال الأسابيع الماضية، خاصة في ظل غياب إعلانات قوية للشركات المدرجة ضمن هذا السوق خلال الجلسات الأخيرة.

ويعكس أداء السوقين حالة من التوازن النسبي بين عمليات الشراء الانتقائي والضغوط البيعية، في وقت يراقب فيه المتعاملون التطورات الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية، التي تلقي بظلالها على قرارات الاستثمار قصيرة الأجل.

ويرتبط تحرك المؤشر العام في المرحلة الراهنة بعوامل عدة أبرزها أداء الشركات القيادية، واتجاه أسعار النفط، والتطورات المرتقبة بشأن تقارير الأرباح الربعية التي تُنتظر خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يسهم في إعادة توجيه السيولة نحو بعض القطاعات.

كما تواصل هيئة السوق المالية جهودها في تعزيز الشفافية وحماية المستثمرين، من خلال تفعيل ضوابط الحوكمة والإفصاح، وتطوير البيئة التنظيمية بما يتماشى مع مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي ضمن رؤية المملكة 2030.

وتشير التوقعات الفنية إلى احتمال بقاء المؤشر الرئيس ضمن نطاق عرضي محدود ما لم تطرأ مستجدات قوية على صعيد الاقتصاد الكلي أو نتائج الشركات، في حين يُتوقع أن تستمر حالة التذبذب المؤقتة حتى اتضاح معالم الاتجاهات الاستثمارية.

ويظل السوق السعودي من أكبر الأسواق في المنطقة من حيث القيمة السوقية، ويحظى بمتابعة واسعة من قبل المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، خصوصًا مع استمرار انضمام الشركات السعودية للمؤشرات العالمية، ما يعزز جاذبيته الاستثمارية.

اقرأ ايضاً