استقرار أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها في شهر.. كم سجل عيار 21 اليوم؟

كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في

استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بالقرب من أعلى مستوياتها خلال شهر، مدفوعة بعودة حالة العزوف عن المخاطرة لدى المستثمرين، وذلك في ظل الترقب الحذر لتطورات المشهد التجاري العالمي، وقبيل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأول من أغسطس لفرض رسوم جمركية جديدة.

وسجلت أسعار الذهب الفوري تداولاتها قرب مستوى 3395 دولارًا للأونصة، وهو ما يعكس استمرار الزخم الصعودي الذي شهده المعدن الأصفر خلال الجلسة السابقة، حيث أنهى التداولات مرتفعًا بنسبة 1.4% في ظل تزايد القلق من الخطوات التصعيدية المرتقبة في ملف التجارة الدولية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وشهدت الأسواق موجة توجه واضحة نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب، في ظل تنامي المخاوف من أن تؤدي التوترات التجارية إلى إضعاف النمو العالمي، خاصة بعد التلويح الأمريكي الأخير بإجراءات جمركية أوسع قد تطال عددًا من الشركاء التجاريين.

وتُظهر تحركات أسواق المقايضات احتمالًا شبه معدوم بأن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، وهو ما يحدّ من توقعات الدعم النقدي ويضع المستثمرين في حالة ترقب أكبر للأسواق البديلة.

وفي المقابل، سجّل الدولار الأمريكي أسوأ أداء يومي له منذ قرابة شهر، ما أسهم في تعزيز جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، إذ أصبحت كلفة الشراء أقل مع تراجع قيمة العملة الأمريكية.

وقد بلغ سعر الذهب الفوري في أحدث تعاملاته 3396 دولارًا للأونصة، وهو ما يعكس استقرارًا نسبيًا عند المستويات المرتفعة، وسط حالة من الحذر والانتظار تسود أوساط المتعاملين في الأسواق العالمية.

أما بالنسبة لبقية المعادن الثمينة، فقد أظهرت الأسواق استقرارًا في أسعار الفضة والبلاتين، فيما سجّل البلاديوم ارتفاعًا في قيمته، ما يعكس تنوع التحركات بحسب العوامل الفنية والطلب الصناعي المرتبط بكل معدن على حدة.

ويأتي هذا الهدوء النسبي في أسواق المعادن في ظل غياب مؤشرات اقتصادية رئيسية لهذا اليوم، ما يجعل التداولات رهينة للتحليلات الجيوسياسية وتوقعات المسارات المستقبلية للسياسة التجارية الأمريكية.

ويترقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات أو تصريحات من الإدارة الأمريكية قد تؤكد المضي قدمًا في تطبيق الرسوم الجمركية الإضافية أو تلمّح لإمكانية التراجع عنها، ما سيكون له أثر مباشر على معنويات السوق خلال الأيام المقبلة.

ويُتوقع أن تظل أسعار الذهب ضمن نطاقها الحالي أو تميل إلى مزيد من الصعود في حال تجدد التوترات السياسية أو الاقتصادية، باعتباره الملاذ الآمن الأكثر موثوقية في مثل هذه الأجواء المضطربة.

ومن شأن استمرار ضعف الدولار وتقلص شهية المخاطرة أن يشكّلا عاملين داعمين لمزيد من مكاسب الذهب، خاصة إذا ما ترافقا مع تذبذب في أسواق الأسهم أو مؤشرات التضخم، وهو ما يعيد تسليط الضوء على الذهب كأداة للتحوط المالي.

ويحتفظ المستثمرون بجزء كبير من محافظهم الاستثمارية موجهًا نحو الذهب، في خطوة احترازية ضد أي اضطرابات غير متوقعة في الأسواق العالمية، سواء كانت سياسية أو نقدية أو تجارية.

وفي ظل هذه الأجواء، تبقى أنظار الأسواق مركزة على واشنطن، حيث يمكن أن يغيّر أي تطور مفاجئ في الموقف الأمريكي من الرسوم الجمركية مجرى التداولات بشكل كبير، ويدفع بأسعار الذهب إلى مستويات جديدة لم تُسجل منذ أشهر.

اقرأ ايضاً