انخفاض مفاجئ في أسعار النفط بفعل أزمة أمريكا وأوروبا خام البرنت يهبط إلى 68.97 دولارًا

أسعار النفط
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، متأثرة بحالة القلق المتزايدة في الأسواق العالمية من تداعيات الأزمة التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تهدد بانكماش النشاط التجاري وتباطؤ نمو الطلب على الوقود من جانب اثنين من أكبر المستهلكين العالميين للخام.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 24 سنتًا أو ما يعادل 0.35%، ليصل سعر البرميل إلى 68.97 دولارًا، وذلك بحلول الساعة 00:55 بتوقيت غرينتش، بعد أن كانت قد تراجعت بنسبة 0.1% في ختام الجلسة السابقة، وسط موجة حذر سيطرت على تداولات الأسواق العالمية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

كما سجّل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.31%، أي ما يعادل 21 سنتًا، ليهبط إلى مستوى 66.99 دولارًا للبرميل، بعد أن أنهى الجلسة الماضية على انخفاض بلغ 0.2%، مع تزايد الضغوط الناجمة عن مؤشرات التباطؤ التجاري العالمي.

ويأتي هذا التراجع في أسعار النفط وسط استمرار المخاوف بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبروكسل، لاسيما في ظل التهديدات المتبادلة بفرض رسوم جمركية، والتي تُلقي بظلالها على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد.

ويرى مراقبون أن تصاعد التوترات التجارية قد يؤدي إلى تقليص مستويات النشاط الصناعي والاستهلاك، ما ينعكس مباشرة على الطلب العالمي للنفط، وهو ما ظهر بوضوح في تراجع الأسعار رغم وجود عوامل دعم موسمية في بعض الأسواق.

وتُعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من بين أكبر مستهلكي الطاقة في العالم، وأي اضطرابات في مستويات استهلاكهما من الوقود تُحدث تأثيرات فورية على اتجاهات الأسعار في السوق العالمي، خصوصًا في ظل هشاشة التوازن بين العرض والطلب.

كما يُثير استمرار النزاع التجاري تساؤلات حول مستقبل السياسات التحفيزية، لا سيما بعد أن أظهرت بيانات حديثة ضعفًا في مؤشرات التصنيع والخدمات في عدد من الاقتصادات الكبرى، ما يُنذر بانكماش محتمل في الطلب على النفط في الأشهر المقبلة.

ومن جهة أخرى، يراقب المستثمرون عن كثب نتائج المحادثات المقبلة لمنظمة "أوبك+"، وسط توقعات بتمديد سياسات خفض الإنتاج، في محاولة للحد من تأثير الضغوط الخارجية واستعادة التوازن في الأسواق، دون أن تفلح هذه التوقعات حتى الآن في رفع الأسعار.

ويُضاف إلى ذلك، حالة الضبابية التي تخيم على مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والتي تؤثر بدورها على حركة الدولار، وبالتالي على كلفة شراء النفط في الأسواق العالمية، خاصة وأن الخام يُسعّر بالدولار الأمريكي.

ويشير بعض المحللين إلى أن استمرار الضغوط التجارية قد يدفع الحكومات نحو إعادة تقييم سياساتها الاقتصادية وخطط التحفيز المالي، بما قد يحدّ من التوسع في أنشطة النقل والصناعة، وبالتالي يُقوّض الطلب العالمي على الطاقة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الأسواق لقراءة اتجاهات الطلب، تترقب أيضًا بيانات المخزون الأمريكي التي من شأنها أن تعطي إشارات أوضح بشأن حالة التوازن بين المعروض والمستهلك، وهو ما يجعل الفترة الحالية حرجة على مستوى التقييمات المالية.

وتتزامن هذه التطورات مع تغيرات موسمية في أنماط استهلاك الطاقة حول العالم، ما يجعل حركة الأسعار أكثر حساسية تجاه الأخبار الاقتصادية والتجارية، ويزيد من التقلبات في سوق يُواجه أصلاً تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار.

ويُرجّح محللون أن يبقى السوق النفطي تحت الضغط طالما بقيت الأزمة التجارية دون حلول جذرية، وأن محاولات التعافي ستظل محدودة النطاق في ظل ضعف العوامل الأساسية الداعمة، خاصة مع تباطؤ النمو في الأسواق الناشئة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook