الرياض تستعد لتطبيق "كود المشاريع" في أغسطس: 8 مراحل تنظم كل تفاصيل البنية التحتية

مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

يستعد مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض لإطلاق مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، مع دخول "كود مشاريع البنية التحتية" حيز التنفيذ رسميًا بعد خمسة عشر يومًا فقط، في السابع من أغسطس المقبل، حيث يُنتظر أن يُحدث هذا الكود نقلة نوعية في أسلوب تنفيذ وإدارة المشاريع داخل منطقة الرياض، الممتدة على مساحة تقترب من 400 ألف كيلومتر مربع.

ويغطي الكود جميع أنحاء منطقة الرياض، بما في ذلك العاصمة والـ22 محافظة التابعة لها، إلى جانب القرى والامتدادات الطرقية التي تربط بين تلك المراكز السكانية، ما يعكس حجم التأثير الذي سيتركه تطبيق الكود في تحسين بنية المنطقة بأكملها وتحديث أساليب إدارتها الحضرية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

ويتميز الكود بشموليته، حيث لا يقتصر فقط على نوع معين من الطرق، بل يشمل الطرق السريعة والشريانية والتجميعية والمحلية، فضلًا عن تقديم إرشادات دقيقة للعمل في المناطق الحساسة، لاسيما تلك التي تتضمن خدمات تحت الأرض، بهدف تعزيز السلامة وتقليل الأعطال.

ويتوقع أن يسهم الكود في تقليل معدلات التصادم بين المشاريع، وتحقيق قدر أعلى من التنسيق بين الجهات المختلفة، ما يقلل من الهدر في الموارد ويرفع كفاءة الإنفاق، في وقت تزداد فيه أهمية البنية التحتية كعنصر محوري في رؤية المملكة 2030.

ومن أبرز سمات الكود أنه ينظم مراحل تنفيذ مشاريع البنية التحتية عبر 8 مراحل رئيسية، تبدأ من مرحلة التعريف الاستراتيجي، ثم تمتد إلى مراحل التصميم، فالتنفيذ، وتُختتم بالتشغيل والصيانة، وهو ما يضمن دورة حياة متكاملة ومدروسة لكل مشروع.

ويستند الكود إلى 6 مبادئ توجيهية أساسية تهدف إلى تعزيز الكفاءة والجودة، وهي: السلامة والرقابة، والكفاءة والتحسين المستمر، والتواصل والمشاركة، والاستفادة من التقنيات والبيانات، والاستدامة البيئية، وأخيرًا مراعاة المجتمع وسهولة الوصول.

ولقياس فاعلية تنفيذ الكود، تم تطوير منظومة متكاملة لمؤشرات الأداء تشمل جوانب متعددة، منها: مدى خلو المشاريع من الإصابات، وعدد الشكاوى البيئية أو المجتمعية، ونسب الالتزام بمواعيد الترخيص والتسليم، بالإضافة إلى استخدام المواد المحلية المستدامة ورضا أصحاب المصلحة.

كما يتضمن الكود تصنيفًا شاملًا للمخالفات التي قد تحدث خلال دورة المشروع، مقسمة إلى فئات واضحة تشمل السلامة، والنظافة، والامتثال للتراخيص، وجودة الطرق، وإدارة المواقع، والبيئة، واللوحات الإرشادية، ومدى تأثير المشاريع على المجتمع.

ويُعد هذا التصنيف أداة رقابية تسهم في تعزيز الامتثال، وتساعد على رصد الملاحظات بشكل دقيق وسريع، كما تُسهم في فرض إجراءات تصحيحية فاعلة، لضمان عدم تكرار المخالفات ورفع جودة الأداء الميداني للمشاريع المختلفة.

ومن الجوانب اللافتة أن الكود لا يخاطب جهة واحدة فقط، بل صُمم ليكون مرجعًا شاملًا لكافة أصحاب المصلحة في قطاع البنية التحتية، بمن فيهم الجهات الحكومية والخدمية، والمقاولون، والاستشاريون، والمختبرات المعتمدة.

ويسعى الكود إلى توحيد المعايير والاشتراطات بما يُعزز التكامل بين هذه الجهات، ويوفر بيئة عمل أكثر انضباطًا وتنظيمًا، ما ينعكس بشكل مباشر على جودة المشاريع وسلامتها، ويمنح الجهات المنفذة وضوحًا في الأدوار والمسؤوليات.

ويؤكد مركز مشاريع البنية التحتية أن إطلاق هذا الكود يأتي في إطار مهمته التنظيمية والإشرافية على مشاريع البنية التحتية في المنطقة، وهي مهمة ترتبط بشكل وثيق بتحسين المشهد الحضري وتعزيز جودة الحياة، وفقًا لمستهدفات الخطط التنموية.

كما يضع المركز ضمن أولوياته التنسيق المستمر مع جميع أصحاب المصلحة، والعمل على تطوير الأدلة التنظيمية والرقابية التي تواكب مستجدات التطوير العمراني، وتحقق الاستخدام الأمثل للموارد، وتقلل من التداخلات بين المشاريع.

ويتوقع أن يحقق الكود عند تطبيقه انعكاسات إيجابية على مستوى التخطيط العمراني، وزيادة رضا السكان والمستفيدين، عبر تقليل الحفريات العشوائية وتحقيق الانسيابية في تنفيذ المشاريع الكبرى التي تُشكل ملامح الرياض المستقبلية.

ويُعد كود مشاريع البنية التحتية واحدًا من المبادرات المهمة التي ترسخ ثقافة الجودة والسلامة في تنفيذ المشاريع، وتضمن مواءمة البنية التحتية في الرياض مع أفضل الممارسات العالمية في الهندسة والتخطيط الحضري.

اقرأ ايضاً