رؤية 2030 تقترب من الواقع... المركبات ذاتية القيادة تبدأ التشغيل وفق معايير سعودية صارمة

هيئة المواصفات والمقاييس
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

أعلنت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة عن دعمها الفعّال للمرحلة الأولى من تشغيل المركبات ذاتية القيادة، من خلال تطبيق معايير الجودة والمطابقة على هذا النوع المتقدم من وسائل النقل، في خطوة تُعدّ محورية لتعزيز مستقبل التنقل الذكي في المملكة.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع إطلاق الهيئة العامة للنقل للمرحلة التطبيقية الأولى للمركبات ذاتية القيادة، ضمن خططها الرامية إلى مواكبة التحول العالمي نحو حلول النقل الذكي والمستدام، بما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل ورؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وأكدت هيئة المواصفات أن دورها في هذه المرحلة يتجاوز المراقبة الشكلية، حيث يشمل مراجعة دقيقة للأنظمة الفنية والتحقق من التوافق مع المعايير الدولية المتعلقة بالسلامة والكفاءة والأداء التكنولوجي، ما يسهم في رفع جودة الخدمة وضمان سلامة المستخدمين.

وتعكس هذه الخطوة التكامل المؤسسي بين الجهات المعنية بتنظيم وتشغيل أنظمة النقل الحديثة، وتؤكد على أن التطوير لا يقتصر على البنية التحتية، بل يشمل أيضًا الإطار التنظيمي والتشريعي الذي يُمكّن من استيعاب هذه التحولات التقنية الكبرى.

وشددت هيئة المواصفات على أهمية أن تتم جميع مراحل تشغيل المركبات ذاتية القيادة وفق آليات مقننة تعتمد على بيانات واضحة، وتحت مظلة رقابية تضمن التطبيق الأمثل للمعايير الفنية والجودة الشاملة على هذه المركبات المبتكرة.

وتُعد المملكة من أوائل دول المنطقة التي تبنّت استخدام المركبات ذاتية القيادة على مستوى النقل العام والتجريبي، حيث وضعت الجهات المختصة إطارًا مرجعيًا لتشغيل هذه المركبات بطريقة تضمن السلامة، وتحفّز الابتكار وتطوّر البنية التحتية.

وفي هذا السياق، أوضحت الهيئة أن المعايير التي تم تطبيقها تشمل تقنيات الاستشعار الذكي، ونظم التحكم الآلي، والاستجابة التلقائية للطوارئ، إضافة إلى الجوانب البيئية المرتبطة بانبعاثات المركبات واستدامة تشغيلها.

وتُظهر هذه الخطوة استعداد المملكة الجاد لاحتضان تقنيات الجيل الجديد في قطاع النقل، حيث يتم اختبار المركبات في بيئات تشغيلية حقيقية، مع مراقبة أدائها من مختلف الزوايا التنظيمية والتقنية لضمان جاهزيتها قبل التوسع في استخدامها.

وتأتي هذه التحركات ضمن حزمة من المبادرات التي تستهدف جعل قطاع النقل في السعودية أكثر ذكاءً وأمانًا واستدامة، بما يعزز من جاذبية المملكة كمركز تقني ولوجستي عالمي قادر على استقطاب كبرى الاستثمارات التقنية.

ويتم تنفيذ المرحلة الأولى من تشغيل المركبات ذاتية القيادة في مناطق مختارة وبتعاون بين عدد من الجهات الحكومية والخاصة، ما يوفّر بيئة اختبار مثالية لتقييم التجربة عمليًا وتحديد المتطلبات المستقبلية للتوسع التدريجي.

وقد تم تصميم إطار العمل التشغيلي لهذه المرحلة بما يراعي أعلى معايير الحوكمة، ويعزز من شفافية النتائج، ما يضمن فعالية التطبيق ويقلص من التحديات التشغيلية المحتملة في المراحل التالية من المشروع.

وتُولي الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة اهتمامًا كبيرًا بتهيئة السوق المحلية لمواكبة التحولات التقنية، من خلال تطوير اللوائح الفنية والتنسيق المستمر مع الجهات المعنية، لتعزيز التنافسية ورفع كفاءة المنتجات والخدمات.

وتفتح هذه الخطوة الباب أمام توطين المعرفة في قطاع النقل الذكي، عبر تشجيع البحوث والتطوير، وتوفير فرص استثمارية جديدة في مجالات التقنية والبنية التحتية والتشغيل، بما يسهم في بناء اقتصاد وطني أكثر تنوعًا وابتكارًا.

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية متكاملة لرفع جودة الحياة في المدن السعودية، عبر تحسين وسائل التنقل، وتقليل الحوادث الناتجة عن الأخطاء البشرية، وتقديم حلول نقل ذكية وآمنة وصديقة للبيئة.

وتُعد المركبات ذاتية القيادة إحدى أهم ملامح المستقبل في مشهد النقل العالمي، ودخول المملكة هذا المجال يعكس إرادة سياسية واستراتيجية واضحة لقيادة المنطقة نحو تحول رقمي حقيقي في البنية التحتية والخدمات العامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook