دعم اجتماعي وصحي متكامل... فحوصات وجلسات علاجية مجانية لذوي الإعاقة في رفحاء

ذوي الإعاقة
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

أطلق أحد المجمعات الطبية الخاصة في محافظة رفحاء مبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى تقديم خدمات علاجية مجانية لصالح منسوبي جمعية ذوي الإعاقة بالمحافظة، في خطوة تعكس التزام القطاع الصحي الخاص بدوره المجتمعي وتعزيز المسؤولية الإنسانية تجاه الفئات المستحقة.

وتتضمن المبادرة باقة متكاملة من الخدمات الطبية، تشمل الكشف السريري، وإجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية، إضافة إلى توفير جلسات علاجية تُقدَّم وفق احتياج كل مستفيد بناءً على تقييم طبي متخصص، مما يسهم في تحسين جودة الحياة لذوي الإعاقة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

ويأتي إطلاق هذه المبادرة ضمن إطار الشراكة المجتمعية بين القطاعين الصحي والخيري، حيث تسعى المؤسسة الطبية إلى توفير رعاية صحية مستدامة للفئات الأشد حاجة، وتخفيف الأعباء الصحية التي يواجهها منسوبو الجمعية في ظل محدودية الإمكانات.

وأكد مالك المجمع الطبي، حسين بن ضحوي القعيد السعدي، في تصريح خاص، أن المبادرة نابعة من قناعة راسخة بأن للمؤسسات الصحية دورًا يتجاوز الربحية، يشمل تقديم العون للمجتمع وخدمة فئاته الأقل حظًا، في تناغم مع القيم الدينية والوطنية.

وأوضح السعدي أن هذه الخدمات تُقدَّم بالتنسيق المباشر مع جمعية ذوي الإعاقة، بناءً على قوائم الاحتياج التي تُعدّها الجمعية بشكل دوري، ما يضمن استهداف الحالات الأكثر احتياجًا ويحقق الكفاءة في تخصيص الموارد العلاجية.

وشملت المرحلة الأولى من المبادرة فتح ملفات طبية خاصة بالمستفيدين، وإجراء التقييمات الأولية اللازمة، إضافة إلى فحوصات مخبرية دقيقة تساعد الأطباء في وضع خطط علاجية ملائمة لكل حالة، بما يواكب المعايير الصحية المعتمدة.

كما تم البدء فعليًا في تنفيذ عدد من الجلسات العلاجية لحالات متنوعة، وسط متابعة طبية دقيقة تضمن تقديم الخدمة بجودة عالية، وتعكس الحرص على استمرارية الدعم وليس اقتصاره على تدخل مؤقت أو موسمي.

ولاقت المبادرة إشادة واسعة من المهتمين بالشأنين الصحي والاجتماعي في محافظة رفحاء، حيث اعتُبرت نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المؤسسات الصحية الخاصة والجهات المجتمعية، خاصة في المناطق الطرفية التي تعاني في بعض الأحيان من نقص الخدمات.

وأشار مختصون إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 فيما يخص جودة الحياة، ورفع كفاءة الخدمات الصحية، والاعتماد على شراكات بين القطاعين العام والخاص لخدمة المجتمع المحلي بشكل مباشر وفعّال.

ويأمل القائمون على المبادرة في توسيع نطاقها لتشمل مراحل لاحقة من العلاج والتأهيل، خاصة للحالات المزمنة أو التي تحتاج إلى رعاية متكررة، بما يُحدث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة على مستوى المحافظة.

وأكد مالك المجمع أن هذه الخطوة ستكون بداية لسلسلة مبادرات صحية قادمة، ستستهدف شرائح مجتمعية مختلفة، بما في ذلك الأسر المحتاجة وكبار السن، مشيرًا إلى أن النجاح الذي تحقق في المرحلة الأولى شجّع الإدارة على المضي قدمًا في هذا المسار.

وعبّر عدد من ذوي الإعاقة وأسرهم عن امتنانهم للمبادرة، معتبرين أنها منحتهم شعورًا بالاهتمام والدعم، وساهمت في رفع معنوياتهم، فضلًا عن الأثر المباشر الذي تركته الخدمات الطبية المقدّمة على تحسن حالتهم الصحية.

وطالب عدد من الناشطين بتكرار مثل هذه التجارب في مختلف المحافظات والمناطق، داعين الجهات الصحية الأخرى إلى محاكاة هذا النموذج والعمل على ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية داخل المرافق الطبية الخاصة.

وتأتي هذه المبادرة في سياق دعم جهود وزارة الصحة ومؤسسات الرعاية في تقديم خدمات نوعية وشاملة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، بما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص، ويدعم الدمج الكامل لهم في المجتمع بجوانبه الصحية والاجتماعية.

ويعكس هذا المشروع الإنساني رؤية عميقة لمفهوم الرعاية الصحية، يتجاوز الجدران التقليدية للمستشفيات والعيادات، ليصل إلى الفئات الأكثر تهميشًا، مقدّمًا لهم الرعاية لا بوصفها خدمة، بل باعتبارها حقًا أصيلًا من حقوقهم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook