ميناء جدة الإسلامي يستقبل أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول.. "خطوة جديدة نحو مستقبل مستدام"

كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في

في تطور نوعي يُعزز من مكانة المملكة العربية السعودية على خريطة التجارة العالمية، استقبل ميناء جدة الإسلامي، أحد أكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، السفينة "CMA CGM IRON" التابعة للخط الملاحي العالمي CMA CGM، وذلك في أول زيارة من نوعها لسفينة حاويات تعمل بنظام الوقود المزدوج باستخدام الميثانول.

وتمثل هذه الخطوة إنجازًا جديدًا في مسيرة التحول اللوجستي الذي تقوده المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة البيئية وتطوير البنية التحتية.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

السفينة CMA CGM IRON، التي تعمل بالوقود المزدوج باستخدام الميثانول الأخضر، تُعد من السفن الرائدة في فئتها عالميًا، وتشكل جزءًا من جهود الشركة الفرنسية الرائدة CMA CGM للتحول نحو وسائل نقل أكثر استدامة وأقل انبعاثًا للكربون.

ويُعتبر الميثانول من أبرز بدائل الوقود التقليدي في صناعة الشحن البحري، نظرًا لكونه يُنتج كميات أقل بكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون، ولا يُنتج انبعاثات أكسيد الكبريت أو الجسيمات الدقيقة، وهو ما يتماشى مع المعايير البيئية الصارمة التي تسعى إليها المنظمة البحرية الدولية (IMO).

وتمثل هذه الزيارة نقطة تحول مهمة في مجال النقل البحري في المملكة، حيث يؤكد استقبال السفينة على جاهزية ميناء جدة الإسلامي من الناحية الفنية واللوجستية لاستيعاب السفن الحديثة العاملة بالوقود البديل، ما يعزز سعي المملكة لتقليل البصمة الكربونية وتحقيق الحياد الصفري في قطاع النقل.

وتأتي السفينة ضمن خدمة ملاحية جديدة تربط موانئ شرق آسيا بالبحر الأحمر، وهي خدمة ذات أهمية استراتيجية قصوى لقطاع الشحن في المنطقة.

فإلى جانب تعزيز الكفاءة في سلاسل الإمداد والتوريد، تسهم هذه الخدمة في تقليص زمن الرحلات البحرية وزيادة مرونة حركة البضائع عبر الممرات الملاحية العالمية، لا سيما في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة وتعقيدات التجارة الدولية.

ويمثل ميناء جدة الإسلامي بوابة بحرية محورية للمملكة، بفضل موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، على مسافة قريبة من قناة السويس، ما يُعزز من فرص تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي، ويوفر بدائل مرنة للشحن والتفريغ والتوزيع نحو الأسواق الخليجية والإقليمية.

استقبال السفينة "CMA CGM IRON" يُعد تأكيدًا عمليًا على أن ميناء جدة الإسلامي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تسعى إلى رفع تصنيف المملكة في مؤشر الأداء اللوجستي العالمي إلى المرتبة 10 بحلول عام 2030، وزيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ السعودية لتصل إلى أكثر من 40 مليون حاوية سنويًا.

كما يُبرز الحدث مدى الجاهزية الفنية والتشغيلية للميناء لاستيعاب التقنيات الحديثة في عالم الشحن، بما في ذلك البنية التحتية اللازمة للتعامل مع السفن الصديقة للبيئة، وهو ما يعزز ثقة الشركات العالمية في الموانئ السعودية، ويدفع المزيد من الخطوط الملاحية العالمية لاختيارها كنقطة توقف رئيسية.

من المتوقع أن يُسهم دخول السفن العاملة بالوقود النظيف إلى الموانئ السعودية في خفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات في مجال الوقود الأخضر والبنية التحتية الذكية.

كما يُساعد على بناء شراكات استراتيجية مع كيانات نقل بحري دولية، ويدفع عجلة التوظيف ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى داخل المملكة.

في المجمل، فإن وصول "CMA CGM IRON" إلى ميناء جدة الإسلامي ليس مجرد حدث عابر، بل هو رسالة قوية إلى العالم بأن السعودية ماضية في التحول إلى لاعب محوري في مستقبل النقل البحري العالمي، وأنها تُعيد تشكيل خريطة التجارة الدولية بأدوات الاستدامة والتقنيات الحديثة.

اقرأ ايضاً