النفط يواصل الصعود مدعومًا بتقدم المفاوضات التجارية العالمية.. ارتفاع 2% في جلسة واحدة

كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في

ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم لتواصل سلسلة المكاسب الأخيرة، وسط تفاؤل متزايد بتحسن النشاط الاقتصادي العالمي، مدفوعًا بتقدم ملحوظ في المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب مؤشرات هدنة قريبة في النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، ما عزز من توقعات الطلب على الطاقة عالميًا.

وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بلغت 0.34% ليصل سعر البرميل إلى 70.28 دولارًا، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.33% ليسجل 66.93 دولارًا، وذلك بعد أن أغلق كلا العقدين في الجلسة السابقة على مكاسب تجاوزت حاجز الاثنين بالمئة، ما يعكس قوة الزخم الشرائي في السوق النفطية مؤخرًا.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

ويأتي هذا الصعود بعد فترة من الضبابية التي خيمت على الأسواق بسبب التوترات الجيوسياسية وتراجع الطلب في بعض الأسواق الآسيوية، غير أن التقدم في المحادثات التجارية ساهم في إنعاش ثقة المستثمرين، وفتح الباب أمام انتعاش مرتقب في حركة التبادل التجاري العالمي التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا باستهلاك الوقود.

وتركّز أنظار المستثمرين حاليًا على الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأميركية لعقد الاتفاقات التجارية مع شركائها قبل حلول الأول من أغسطس، حيث من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقات حال إتمامها في تنشيط سلاسل الإمداد وتحفيز الصناعات الثقيلة، ما يعزز الطلب العالمي على النفط ومشتقاته.

كما تنتظر الأسواق نتائج الاجتماع المقبل لتحالف أوبك بلس، والمقرر انعقاده خلال أيام قليلة، حيث سيحسم وزراء الطاقة في الدول الأعضاء سياسات الإمداد لشهر سبتمبر، في ظل مفاضلة دقيقة بين دعم الأسعار والحرص على استقرار السوق وعدم الإخلال بالتوازن العرضي.

وتشير تقارير إلى أن بعض دول التحالف تتجه لتقليص أو تثبيت مستويات الإنتاج الحالية على خلفية ارتفاع المخزونات الأميركية وتذبذب الطلب الآسيوي، فيما تراهن أخرى على تمديد خفض الإنتاج طيلة الربع الأخير من العام، تحسبًا لأي ضغوط سعرية محتملة.

في المقابل، أثارت بعض التحليلات مخاوف من احتمالية حدوث تخمة في المعروض نهاية العام الجاري، خاصة مع اتساع الطاقة التكريرية في بعض الدول، وزيادة المعروض من الخام غير التقليدي من أسواق أميركا الشمالية، ما قد يشكل تحديًا لاستقرار الأسعار.

ورغم هذه المخاوف، فإن مؤشرات عدة تعزز احتمالات استمرار المسار الصاعد، من بينها تراجع المخزونات النفطية في عدد من المراكز التخزينية الكبرى، وارتفاع وتيرة السحب الموسمي مع ذروة الصيف، إضافة إلى تحسن مستويات التكرير في أوروبا وآسيا.

ويبدو أن الأسواق وجدت في الهدوء السياسي فرصة لالتقاط الأنفاس، في ظل تهدئة نبرة الخطاب التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى، ما خفف من حدة التذبذبات اليومية، وخلق حالة من الاستقرار النسبي، انعكست بشكل مباشر على سلوك المستثمرين وصناديق التحوط.

ويتوقع محللون أن يستمر هذا الأداء الإيجابي على المدى القريب إذا ما تم التوصل فعليًا إلى اتفاقات ملزمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وما إذا أفضت اللقاءات الثنائية بين واشنطن وبكين إلى خارطة طريق واضحة لتسوية النزاع التجاري المستمر منذ أعوام.

كما تشير التوقعات إلى أن توجه الأسواق نحو التوازن لن يكون مفاجئًا، خصوصًا إذا دعمت أوبك بلس قراراتها بمزيد من الشفافية والتنسيق بين المنتجين الكبار، بما يحد من أية تقلبات مفاجئة قد تزعزع استقرار الأسعار خلال الأشهر القادمة.

ولا يزال سعر برميل برنت قريبًا من أعلى مستوياته منذ أكثر من شهر، بينما يسجل خام غرب تكساس أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية الربع الحالي، وهو ما يعكس موجة تفاؤل قوية تسود بين المتعاملين، بالرغم من استمرار الحذر إزاء التغيرات الاقتصادية العالمية.

ويأتي ذلك في وقتٍ تحرص فيه كبريات شركات الطاقة على تعديل استراتيجياتها الإنتاجية بما يتلاءم مع المتغيرات الجيوسياسية والسوقية، حيث تسعى للحفاظ على مستويات الربحية المرتفعة، وتفادي الوقوع في دائرة التخمة التي أضرت بالقطاع في سنوات ماضية.

ويجمع مراقبون على أن أداء النفط في نهاية يوليو سيكون مؤشرًا مهمًا لما ستشهده السوق في الربع الأخير من العام، خاصة مع قرب انتهاء موسم الصيف وتغير أنماط الاستهلاك، وتزايد الضغط على المصافي العالمية لمواكبة الطلب المتقلب في عدد من القارات.

وفي المجمل، تبدو آفاق السوق النفطية مرهونة حاليًا بعدة عوامل تتقاطع ما بين السياسة والاقتصاد والمضاربات، ما يجعل من قراءة المشهد أمرًا معقدًا، إلا أن الاتجاه العام يشي بتوجه صاعد مشروط ببقاء التوافق بين المنتجين واستمرار التحسن في العلاقات التجارية الكبرى.

اقرأ ايضاً