مبادرات الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية لتعزيز التحول الرقمي وتأهيل الشباب لسوق العمل

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

شهدت مصر مؤخرًا خطوات قوية نحو دعم التحول الرقمي من خلال إطلاق مبادرات وطنية لتعزيز قدرات طلاب الجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي، أبرزها مبادرة بناء القدرات للجامعات التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع شركة Dell Technologies، لتزويد الطلاب بالمهارات والخبرات اللازمة لسوق العمل التكنولوجي المتطور.

التدريب العملي ودوره في صقل المهارات
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

أحد أبرز ملامح المبادرة هو التركيز على التدريب العملي، حيث تم تدريب 676 طالبًا من 8 جامعات مصرية في الدورة الثالثة فقط، مع تنفيذ 70 مشروعًا عمليًا في مجالات متنوعة تشمل الزراعة الذكية، المرور الذكي، الرعاية الصحية الرقمية، الحكومة الذكية، والاقتصاد الذكي. هذا النموذج يعكس نهجًا متطورًا في التعليم الجامعي قائمًا على توظيف التقنيات الحديثة في تطوير حلول حقيقية قابلة للتطبيق، ما يمنح الطلاب فرصًا لصقل مهاراتهم من خلال العمل الجماعي، والتفاعل المباشر مع التحديات الواقعية.

دور الهاكاثونات في دفع الابتكار الطلابي

من أبرز فعاليات المبادرة كان تنظيم هاكاثون للذكاء الاصطناعي بمشاركة 63 طالبًا من 8 جامعات بهدف ابتكار حلول ذكية لتطوير قطاع السياحة. مثل هذه الفعاليات تُعزز التفكير النقدي والتنافسي لدى الطلاب، وتضعهم في بيئة مشابهة لتلك الموجودة في سوق العمل، مما يعزز جاهزيتهم للمستقبل. وقد تم تتويج الفرق الثلاثة الفائزة التي قدمت حلولًا مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يعكس المستوى المتميز للطلاب المصريين في هذا المجال الحيوي.

الاستثمار في التكنولوجيا وتأهيل جيل رقمي

أوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الوزارة أطلقت أيضًا مسابقة وطنية باسم "Digitopia" بجوائز تصل إلى 10 ملايين جنيه، لتشجيع الفئات العمرية من 9 إلى 35 عامًا على تطوير حلول رقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والفنون الرقمية. ولفت إلى أن المبادرات تهدف إلى جعل قطاع الاتصالات قاسمًا مشتركًا في كل جهود التنمية. كما أن الاستثمار المستمر من شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل Dell Technologies، التي تنفق 8 مليارات دولار سنويًا على البحث والتطوير، يؤكد أهمية مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.

الاهتمام الحكومي بتأهيل الشباب في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعد خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد رقمي قائم على الابتكار والمعرفة، وهو ما يعزز مكانة مصر على خارطة التحول الرقمي العالمي، ويدعم قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية بسواعد شبابية مؤهلة ومبدعة

تعكس هذه المبادرات التحول الجذري في التعليم التكنولوجي في مصر، وتشير إلى وعي الدولة بأهمية تمكين جيل جديد يمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات العصر الرقمي

اقرأ ايضاً