استقالات أطباء النساء والتوليد بجامعة طنطا تكشف أزمة بيئة العمل في المستشفيات الجامعية بمصر

استقالات أطباء النساء والتوليد بجامعة طنطا تكشف أزمة بيئة العمل في المستشفيات الجامعية بمصر
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

أثار إعلان عدد من الأطباء الشبان استقالتهم من قسم النساء والتوليد بمستشفى جامعة طنطا جدلًا واسعًا في الشارع الطبي والمجتمعي، بعد أن نشرت الطبيبة رنين جبر منشورًا على منصات التواصل الاجتماعي سردت فيه ما وصفته بـ"ظروف العمل القاسية" التي دفعت 8 أطباء من أصل 15 لتقديم استقالاتهم خلال أقل من عام، وسط غياب أي دعم نفسي أو مهني.

تفاصيل ما كشفته الطبيبة رنين جبر عن كواليس العمل داخل القسم

ذكرت الطبيبة أن العمل داخل القسم كان يتم بنظام نوبات مرهق يصل إلى 72 ساعة متواصلة دون راحة أو إجازات، إلى جانب إجبارهم على أداء مهام إدارية وتمريضية ليست من اختصاصهم. وأضافت أنها عاشت عامًا كاملًا في ضغط جسدي ونفسي شديدين دون أن تلقى أي نوع من التقدير، رغم اجتهادها وتفوقها، ما أدى في النهاية إلى اتخاذها القرار الصعب بترك المكان.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

منشور الطبيبة حظي بتفاعل واسع وتعاطف كبير من الأطباء والمتابعين، الذين طالبوا بفتح تحقيق رسمي في ملابسات ما حدث، ومراجعة نظام تدريب نواب الأطباء في المستشفيات الجامعية لضمان حقوقهم وتحقيق العدالة في بيئة العمل.

تحركات نقابة الأطباء ورد فعل جامعة طنطا

أكد خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء المصرية، أن النقابة تواصلت مع الأطباء المستقيلين وفتحت قنوات تواصل مع جامعة طنطا لمتابعة التحقيق في الواقعة. وشدد على أن هذه الاستقالات تعكس أزمة أعمق تتعلق بضعف الأجور، وسوء توزيع النوبات، وتعقيدات الدراسات العليا، وغياب الدعم المؤسسي للأطباء الشبان.

من جهته، أعلن الدكتور أحمد غنيم، عميد كلية الطب بجامعة طنطا، عقد اجتماع عاجل بحضور قيادات المستشفى والأطراف المعنية للاستماع لكافة وجهات النظر ومعالجة الأزمة، مع التأكيد على السعي لتحسين بيئة العمل بشكل جذري.

أزمات متراكمة تهدد استقرار المنظومة الصحية

تكشف هذه الأزمة عن خلل هيكلي في بيئة عمل شباب الأطباء بالمستشفيات التعليمية، وهو ما يعكس اتجاهاً مقلقاً لرفض خريجي كليات الطب للوظائف الجامعية التي كانت حلمًا يومًا ما. ويرى متخصصون أن تحسين البيئة المهنية يجب أن يشمل تعديل أنظمة التدريب، وتوفير الراحة الكافية، وإعادة النظر في الأجور والامتيازات، إلى جانب الدعم النفسي وتوفير أدوات الحماية القانونية.

إن استمرار هذا النمط من الضغط دون إصلاح حقيقي ينذر بمزيد من الاستقالات وهروب الكفاءات، ما سيؤثر على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، ويفتح الباب أمام أزمة أكبر في المنظومة الطبية ما لم يتم التدخل العاجل.

أزمة استقالات الأطباء في مستشفى جامعة طنطا سلطت الضوء من جديد على معاناة شباب الأطباء داخل المستشفيات الجامعية، وسط مطالبات بتدخل حكومي حاسم لإعادة بناء الثقة في بيئة العمل الطبية وضمان الحد الأدنى من الكرامة المهنية والإنسانية لهم

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook