مشروع مترو الإسكندرية نقلة نوعية في النقل الحضاري والبنية التحتية

كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في

تشهد مدينة الإسكندرية طفرة كبيرة في مشروعات البنية التحتية، ويأتي مشروع مترو الإسكندرية في مقدمة هذه المشروعات باعتباره أحد أهم المشاريع القومية التي تهدف إلى تطوير وسائل النقل الجماعي بشكل حضاري وآمن وصديق للبيئة. يمتد المشروع على طول 21.7 كيلومترًا بدءًا من محطة سكة حديد أبو قير وحتى محطة مصر، مرورًا بعدد 20 محطة متنوعة بين سطحية وعلوية. ويُعد هذا المشروع خطوة حاسمة نحو تحسين مستوى النقل في المدينة التي تشهد كثافة سكانية ومرورية عالية.

تفاصيل مراحل مشروع مترو الإسكندرية

المرحلة الأولى من المشروع تبدأ من محطة مصر وحتى أبو قير وتشمل 20 محطة (6 سطحية و14 علوية)، حيث يجري تنفيذ أعمال الكمرات والخوازيق والأعمدة والبلاطات للمسار العلوي، إضافة إلى تأسيس الورش الخاصة بالصيانة والتشغيل في أبو قير وكفر عبده. كما يشمل المشروع تبادل الخدمة مع سكك حديد القاهرة/الإسكندرية بمحطتي مصر وسيدي جابر، ومع ترام الرمل بمحطتي سيدي جابر وفيكتوريا، مما يجعله نقطة ربط محورية في شبكة النقل داخل المدينة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

أهداف المشروع وتأثيره على حركة النقل

يستهدف مترو الإسكندرية رفع الطاقة الاستيعابية للركاب من 2,850 راكب في الساعة بالاتجاه الواحد إلى 60,000 راكب، مع تقليل زمن الرحلة من 50 دقيقة إلى 25 دقيقة، وزيادة سرعة التشغيل من 25 كم/ساعة إلى 100 كم/ساعة. كما يعمل المشروع على تقليص زمن التقاطر إلى 2.5 دقيقة بدلًا من 10 دقائق، بالإضافة إلى القضاء على المزلقانات والمعابر العشوائية بما يرفع مستويات الأمان المروري بشكل ملحوظ.

المراحل المستقبلية وخطة التوسع

لا يقتصر مشروع المترو على مرحلته الأولى، بل يجري التخطيط لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة. المرحلة الثانية تمتد حتى الكيلو 21 بطول 30.1 كم وتضم 20 محطة إضافية، فيما ستربط المرحلة الثالثة المدينة بمطار برج العرب، بما يتيح تكاملًا مع القطار الكهربائي السريع ويعزز من ربط الإسكندرية بالمشروعات القومية الكبرى. هذه الخطط تجعل المترو مشروعًا مستدامًا يعزز مفهوم النقل الأخضر ويساهم في خفض استهلاك الوقود والحد من الانبعاثات الضارة.

مشروع مترو الإسكندرية يمثل نقلة نوعية نحو تحقيق مستقبل أفضل لمنظومة النقل في المدينة، فهو لا يحل فقط أزمة الازدحام بل يدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، ويعزز من مكانة الإسكندرية كمدينة عصرية تتمتع ببنية تحتية متطورة تراعي معايير الاستدامة. استمرار العمل على هذا المشروع يعكس رؤية واضحة لمستقبل النقل الحضاري في مصر.

اقرأ ايضاً