تحالف استراتيجي يثير التساؤلات حول "ناتو إسلامي" محتمل

كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في

شهدت الرياض توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، في خطوة تعكس عمق التعاون العسكري بين البلدين. الاتفاقية تنص على أن أي اعتداء على أي منهما يُعد اعتداءً على الطرف الآخر، وتغطي جميع الوسائل العسكرية الممكنة، مع تعزيز الرد المشترك على أي تهديد محتمل، بما يفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول إمكانية تأسيس "ناتو إسلامي" يضم دولا إسلامية لمواجهة التحديات الإقليمية.

القوة العسكرية الباكستانية وأثرها الاستراتيجي

يمتلك الجيش الباكستاني نحو 1.7 مليون جندي، ويضم سلاح الجو نحو 1400 طائرة، بما فيها 318 مقاتلة، والأسطول البحري يحتوي على 221 وحدة بحرية، بما في ذلك 9 فرقاطات و8 غواصات، مع قدرة نووية تتضمن نحو 170 رأسا نوويا وحوالي 50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض. هذه القوة تجعل التحالف السعودي الباكستاني ذا ثقل استراتيجي كبير، ويعزز مصداقية الرد المشترك على أي تهديدات إقليمية، كما يشكل رسالة قوية لدول المنطقة حول قدرة التحالف على الردع.
إقرأ ايضاً:صحيفة بلجيكية تشعل أزمة: تصريحات منسوبة لدومبيا تهز الاتحاد ثم تُحذف سريعًا صدمة للنصر قبل موقعة الرياض.. جيسوس يستبعد 4 لاعبين بينهم هذا النجم

التوازن الإقليمي وإعادة رسم خطوط القوة

الاتفاقية قد تمثل خطوة لإعادة تشكيل التوازن في جنوب آسيا والخليج، خصوصًا بعد العمليات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة. ويؤكد المحللون أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان الاستقرار الإقليمي من خلال ردع أي مغامرات محتملة سواء من دول أو جماعات غير حكومية، وقد تلهم دولًا إسلامية أخرى لتشكيل تحالفات مماثلة لتعزيز الأمن الجماعي والردع المشترك.

الحراك الدبلوماسي والمناورات العسكرية المرافقة

تزامن توقيع الاتفاقية مع لقاءات دبلوماسية بين السعودية وإيران، ومبادرات لتعزيز التعاون العسكري بعيدًا عن الاعتماد الكلي على واشنطن. في الوقت نفسه، أعلنت تركيا عن مناورات بحرية مشتركة مع مصر تحت اسم "بحر الصداقة"، لأول مرة منذ 13 عامًا، تشمل فرقاطات وزوارق هجومية وغواصات ومقاتلات F-16، في خطوة تعكس حرص الدول الإقليمية على تطوير قدراتها الدفاعية بشكل مستقل والتنسيق المشترك مع الحلفاء الاستراتيجيين.

هذه الاتفاقية تمثل مرحلة جديدة في تاريخ التعاون العسكري السعودي الباكستاني، وتعكس حرص البلدين على تنويع خياراتهما الاستراتيجية بما يتماشى مع التحديات الإقليمية الراهنة، وتفتح الباب أمام مبادرات دفاعية إقليمية أوسع لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.

اقرأ ايضاً