ريمونتادا الأهلي تُشعل غرفة الهلال.. قرارات عاجلة وتحوُّل تكتيكي لاحتواء “الكلاسيكو الصادم”

إنزاجي
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

 بعد تعادلٍ درامي انتهى (3-3) أمام الأهلي في الجولة الثالثة من دوري روشن، بدا واضحًا أنّ الهلال يعيش حالة “استنفار” داخلي لإطفاء تبعات الكلاسيكو وإعادة ضبط البوصلة سريعًا. مصادر قريبة من المشهد تشير إلى ثلاث خطوات عاجلة على طاولة صُنّاع القرار: أولها عقد جلسة تقييم شاملة خلال الأيام المقبلة لحصر الاحتياجات الفنية قبل سوق الشتاء، وثانيها ترتيب أوراق القيد المحلي بضم ماركوس ليوناردو وإسقاط اسم كانسيلو المصاب، وثالثها فتح ملف المنظومة الدفاعية على مصراعيه مع الجهاز الفني لمعالجة الأخطاء المتكررة التي كلّفت الفريق نقاطًا ثمينة. هذه التحركات لم تأتِ من فراغ؛ فالتعادل الذي جاء بعد تقدم وتأخر وعودة، كان كفيلًا بفتح جردة حساب مبكرة داخل النادي الأزرق.

  في تصريحات تعكس المزاج العام داخل الهلال، أقرّ سيموني إنزاجي بأن الفريق لعب “80 دقيقة رائعة” قبل أن يفقد السيطرة عقب الهدف الأول للأهلي، محددًا ثغرات رقابية واضحة وراء الهدفين الثاني والثالث، مع الاعتراف بتأثير إصابة كانسيلو على الجانب الأيمن وغياب البديل المتخصص الجاهز. القراءة الفنية للمدرب الإيطالي لا تُلقي اللوم على لاعب بعينه بقدر ما تُبرز الحاجة إلى إعادة هندسة التوازن بين الاندفاع الهجومي والكثافة الدفاعية عند التحولات، خصوصًا أمام منافس يمتلك جودة عالية في الثلث الأخير وقدرة على ضرب المساحات بسرعة.

قرار إداري ببحث احتياجات الشتاء يبدو منطقيًا في هذا التوقيت؛ فالهلال يملك قائمة هجومية فاخرة قادرة على صناعة الفارق، لكن التفاصيل الصغيرة – من الظهير إلى قلب الدفاع مرورًا بمحور الارتكاز – قد تحسم الصراع على القمة. ضم ماركوس ليوناردو إلى القائمة المحلية يمنح إنزاجي مرونة إضافية في تدوير الأدوار الهجومية وصناعة الضغط المرتد.
إقرأ ايضاً:بلان يطفئ صخب الكلاسيكو ويرفع شعار مباراة بمباراة.. رسالة حادة بعد فوز الاتحاد على النجمةالهلال يتلقى صدمة قوية.. فحوصات عاجلة تحسم مصير مالكوم بعد إصابته أمام الأهلي

  بينما يتيح إسقاط اسم كانسيلو المبتعد للإصابة مساحة لمواءمة القيد مع الواقع الصحي للفريق بدلًا من الرهان على جاهزية غير مؤكدة. كل ذلك يتزامن مع ورشة عمل تكتيكية لإغلاق منابع الخطورة: تنظيم خط الضغط الأول، تقصير المسافات بين الخطوط، وتثبيت أدوار الأظهرة بين التقدم المحسوب والتغطية العكسية، وهي عناصر كرر إنزاجي الإشارة إليها ضمنيًا عندما تحدّث عن “نقص الرقابة” في لحظات فارقة.

  في المقابل، أثبت الأهلي أنه لا يُؤمَن جانبه حتى صافرة النهاية، مستثمرًا كل اهتزازة في دفاع الهلال ليحوّل “نكسة” اللحظات الأولى إلى “ملحمة” عنوانها الشخصية والعودة. هذا الدرس يُحتّم على الأزرق أن يتعامل مع القادم بمعيار “المباراة بالمباراة”، وأن يحرر نفسه من ضوضاء المقارنات ويذهب مباشرةً إلى أصل المشكلة: إدارة الدقائق الحاسمة تحت الضغط. التحركات الثلاثة المنتظرة تُعطي جمهور الهلال إشارة بأن النادي لا يكتفي بالتبرير، بل يذهب إلى الفعل: تقييم، تصحيح، وتفعيل أدوات جديدة قبل أن يتكرّر السيناريو في اختبارات أكبر. وإذا أغلقت الإدارة تلك الملفات بسرعة وذكاء، فسيكون الكلاسيكو – بكل مراراته – نقطة انطلاق بدلًا من أن يصبح عثرة موسمية.

.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook