تطوّر جديد في ملف كانسيلو مع الهلال.. رسالة تُهدّئ العاصفة وتُبقي كل الاحتمالات مفتوحة

لا تزال قضية الظهير البرتغالي جواو كانسيلو مع الهلال تتفاعل على أكثر من مستوى، بين قرار إداري حاسم وتلميحات على منصات التواصل، ثم إشارات تصالحية أعادت الأمل في إغلاق الملف قريبًا. بداية القصة تعود إلى إصابة قوية تعرّض لها اللاعب خلال مواجهة القادسية في دوري روشن، لينتهي الأمر برفع اسمه من القائمة المحلية مؤقتًا، وفتح المقعد الأجنبي أمام المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو ضمن قائمة الأجانب في المسابقات الداخلية. القرار الفني/الإداري كان عمليًا من حيث احتياجات الفريق، لكنه ترك أثرًا واضحًا على اللاعب الذي عبّر عن استيائه على “إنستجرام” بطريقة لافتة.
كما أن كانسيلو نشر سلسلة صور ظهر فيها بأقمصة أندية سابقة مثّلها في مسيرته، واستبعد قميص الهلال تحديدًا، قبل أن يرفق الصور بإشارات حادّة المعنى من قبيل “الاحترام لمن يستحقه” و“لم يعتذر لي أحد عمّا حدث”. مثل هذه العبارات أثارت نقاشًا ضخمًا بين جماهير الزعيم والمتابعين، إذ رأى البعض أنها رسائل مباشرة للإدارة، فيما اعتبرها آخرون ردّ فعل انفعاليًا لا يعبّر عن قناعة اللاعب النهائية بمستقبله في الرياض. وبين هذا وذاك، ظهر منحنى جديد في القصة بعد ساعات فقط، حين عاد البرتغالي لينشر رسالة مختلفة النبرة: “إذا كان عليّ أن أبدأ من جديد فسأبدأ بلا شك. لا أخشى البدايات، ما أخشاه هو العيش بالمظاهر وعدم السعادة. التزامي مع أحلامي، وما يظنه الآخرون لا يعنيني”. هذه العبارات، وإن بدت شخصية، حملت دلالة تهدئة ومرونة، وكأنها تمهّد لجسر يربط بين الطرفين بعد موجة أولى من الغضب.
ولكن ميدانيًا، يحتاج الهلال إلى حسم ترتيب أولوياته بين استحقاقات دوري روشن المحلي وجدول دوري أبطال آسيا للنخبة، ومع ازدحام الروزنامة تبقى كل خانة في القوائم ثمينة. لذلك برزت أنباء صحافية تفيد باقتراب انفراج الأزمة، عبر قناعة اللاعب وإدارة النادي بإدراج اسمه آسيويًا، على أن يستعيد جاهزيته تدريجيًا وفق تقارير الجهاز الطبي وخيارات المدرب. هذا الترتيب يوفّر للزعيم مرونة تكتيكية في الجهتين الدفاعية والهجومية، ويمنح كانسيلو إطارًا واضحًا للعودة دون استعجال، خصوصًا أن أرقامه منذ قدومه من مانشستر سيتي في صيف 2024 تُظهر قيمة إضافية في البناء من الخلف وصناعة الفرص، إذ شارك في عشرات المباريات ووقّع على مساهمات مؤثرة تهديفًا وصناعة.
إقرأ ايضاً:هافال جوليان برو 2025 في السعودية: المواصفات الكاملة والأسعارإنجازات السياحة في السعودية 2025: أرقام قياسية ونمو غير مسبوق
على مستوى الجماهير، انقسم المزاج بين من يرى أن الانضباط في “غرفة الملابس” خط أحمر مهما كان اسم اللاعب، ومن يتمسّك بأن الكبار يُدارون بحكمة وباب الاحتواء لا يجب أن يُغلق. وفي المنتصف تقف الإدارة مطالبةً بالموازنة بين صرامة القرارات واحترام رمزية الأسماء، فيما يُنتظر من كانسيلو أن يترجم رسالته الهادئة الأخيرة إلى التزام عملي داخل العشب الأخضر وخارجه. المصلحة المشتركة واضحة: الهلال يحتاج كامل عدّته في سباق اللقب، واللاعب يحتاج منصة تنافسية تُعيده إلى أفضل نسخة بعد التعافي.
وهكذا، من قرار رفع الاسم محليًا إلى احتمالية تسجيله قاريًا، ومن رسائل عاصفة إلى أخرى أكثر هدوءًا، تبدو القصة متجهة نحو حل براغماتي يُرضي متطلبات المرحلة. وإذا تم تثبيت هذا المسار، فسيكسب الهلال لاعبًا ناضجًا تكتيكيًا في خانة حساسة، وسيكسب كانسيلو فرصة مُتجددة لإثبات أن خلاف اللحظة لا يختزل مسيرة كاملة، وأن قميص الزعيم لا يُغادر الذاكرة بسهولة حين تكون العودة مقرونةً بالفعل قبل القول.