خطة البلان: اجتماع فجر الكلاسيكو يُشعل قمة الاتحاد والنصر.. مفاجآت في التشكيلة وسباق على الصدارة!

قبل ساعات من صافرة البداية، اختار الفرنسي لوران بلان أن يضع اللمسات الأخيرة على معركة الصدارة بعيدًا عن عيون الكاميرات؛ اجتماع مغلق في أحد فنادق جدة جمع المدرب بلاعبي الاتحاد، ليتناول معهم تفاصيل الخطة التي يعوّل عليها لترويض ضيفٍ عنيد بحجم النصر. أجواء اللقاء حملت مزيجًا من التركيز والحذر، فالمواجهة على ملعب “الإنماء” ضمن الجولة الرابعة ليست مجرد ثلاث نقاط؛ بل اختبار مبكر لميزان القوة بين فريقين دخلا الموسم بسرعة قصوى ونقاط كاملة.
كما أن بلان استقر، بحسب ما يتداول داخل أروقة القرار، على إشراك ثمانية أجانب في التشكيلة الأساسية على النحو الذي يمنح الفريق كثافة في التحول والضغط، مع توزيع متوازن بين صلابة الوسط وحركة الأطراف. أسماء ثقيلة حاضرة: كريم بنزيما كقائد لمنظومة الحلول داخل المنطقة، موسى ديابي بسرعة تخترق العمق وأنصاف المساحات، ونجولو كانتي باعتباره صمام الأمان الذي يُطفئ شرر المرتدات قبل أن يشتعل. خلفهم يتقدم فابينيو من بوابة الارتكاز العميق لتنظيم الرتم ومنح الظهيرين جرأة أكبر في الاندفاع، فيما يكمّل الهولندي ستيفن بيرجوين الصورة بتحركات ذكية على القطرين، ويُسند الصربي بريدراج رايكوفيتش حماية العرين بثبات اعتادته المدرجات منذ ظهوره الأول، مع وجود البرتغالي دانيلو بيريرا والجزائري حسام عوار لتوسيع خيارات البناء وكسر ضغط الخصم عند الحاجة.
على الطرف المقابل، يعرف بلان أن النصر يدخل المباراة متساويًا بالنقاط ومتفوّقًا بفارق الأهداف، ما يجعل التفاصيل الدقيقة—كالضغط الأول بعد الفقد، وتوقيت الكرات الطولية خلف الظهير، وتدوير الجهة الأقوى—عوامل مرجّحة. لذا جاء الاجتماع ليوحّد المفاهيم: منع الاستقبال المريح لمفاتيح لعب النصر بين الخطوط، إجبار المنافس على اللعب باتجاه الأطراف ثم قفل زوايا العرضيات الثانية، واستغلال أي مساحات تظهر خلف خط الضغط الأول عند ارتداد النصر. ويأمل الاتحاد أن يمنح الضوء الأخضر الطبي لكريم بنزيما إضافة معنوية وتكتيكية في منطقة الجزاء، خصوصًا مع جودة اللمسة الأولى وقدرته على سحب قلب الدفاع لخلق ممرات للتسديد المتأخر لعناصر الوسط.
إقرأ ايضاً:الدويش يكشف عن العدو الأول للنصرإنزاغي: تجديد عقود لاعبي الهلال مسؤولية الإدارة ولا تؤثر على الأداء داخل الملعب
ورغم التفاؤل، اضطر الاتحاد للتعامل مع غيابات مؤثرة في الخط الخلفي، إذ خرج مهند الشنقيطي وحسن كادش من حسابات القمة بداعي الإصابة، ما يفرض على بلان تدوير الأدوار الدفاعية بحذر، مع تعليمات واضحة للأجنحة بالانضباط في الارتداد لحماية ظهر الأظهرة. في المقابل، يراهن الاتحاد هجوميًا على تغيير الإيقاع خلال ربع الساعة الذي يلي انطلاقة كل شوط، وهي فترات غالبًا ما تشهد تذبذبًا في تمركز خصوم النصر إذا أُحسن الضغط الموجّه على حامل الكرة.
ويذكر أن السجل التاريخي بين الفريقين في الدوري يزيد حرارة السهرة؛ تفوّقٌ متبادل وانتصارات متقاربة وتعادلات كثيرة تجعل من الكلاسيكو حكاية تفاصيل لا تُحسم إلا بخطف لحظة. كلاهما يملك 9 نقاط من 3 جولات، والكلمة مساء جدة للتركيز والهدوء داخل الصندوق. خطة بلان تبدو مرسومة على الورق بعناية، والملعب سيحكم: هل تُترجم “اجتماعات الفندق” إلى ثلاثة نقاط وانفراد بالقمة، أم يفرض النصر واقعًا معاكسًا ويعود من جدة ببيان قوة جديد؟ الجمهور على موعد مع 90 دقيقة تُشبه النهائيات المبكّرة حيث تخطئ فَتُعاقَب، وتصيب فتتصدّر.