إشارة قصيرة أربكت العلماء: هل جاءت من كون موازٍ؟

إشارة قصيرة أربكت العلماء
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

لطالما شكلت الثقوب السوداء واحدة من أكثر الألغاز التي حيّرت العلماء، فهي أجسام هائلة الكتلة تتميز بجاذبية قوية تجعل حتى الضوء عاجزًا عن الإفلات منها، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الزمان والمكان وحدود الكون المعروف.

في عام 2019، التقطت أجهزة رصد الموجات الثقالية على الأرض إشارة غير معتادة أُطلق عليها اسم GW190521، والتي لم تتبع الأنماط التقليدية الناتجة عن اندماج الثقوب السوداء. استمرت الإشارة لمدة تقل عن عشر جزء من الثانية، ما أثار فضول العلماء حول مصدرها الغامض وطبيعة الحدث الذي أنتجها.
إقرأ ايضاً:صدمة للزعيم.. الكشف عن مدة غياب سالم الدوسري بعد إصابته المفاجئة في دوري روشن!ثورة جديدة من واتساب.. ميزة الترجمة الفورية تغيّر مستقبل المحادثات على آيفون وأندرويد وتثير جدل الخصوصية

التفسير التقليدي للإشارة

الفرضية الأكثر قبولًا حتى الآن تفترض أن هذه الإشارة ناجمة عن اصطدام مباشر ونادر لثقبين أسودين، دون المرور بمرحلة الدوران الحلزوني المعتاد حول بعضهما البعض. ورغم أن هذا السيناريو يعتبر نادرًا، إلا أنه يظل ضمن الإمكانيات الواقعية في الفيزياء الفلكية، وفق تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

فرضية الثقب الدودي والكون الموازي

لكن فريقًا بحثيًا بقيادة الدكتور تشي لاي من الأكاديمية الصينية للعلوم قدّم تفسيرًا أكثر جرأة، حيث افترض الباحثون أن الإشارة قد تكون "صدى" ناجمًا عن انهيار ثقب دودي قصير العمر. وأوضح الفريق أن الاصطدام العنيف لثقبين أسودين قد يفتح نفقًا مؤقتًا بين كوننا وكون آخر، بحيث تمر الموجة الثقالية عبر هذا الثقب الدودي، ليصل صداها إلينا. وبما أن الثقب الدودي يبقى مفتوحًا للحظة قصيرة جدًا، فإن الإشارة تنقطع فجأة، وهو ما يفسر غرابة الحدث.

أساس النظرية

يعتمد هذا الطرح على نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي تصف كيف تولد الأجسام فائقة الكتلة انحناءات في نسيج الزمكان، مشبهةً بوضع جسم ثقيل على سطح ترامبولين. ومن أبرز نتائج النظرية أن اصطدام الأجسام الضخمة يولد موجات ثقالية تنتشر عبر الكون لمسافات شاسعة، وقد تحمل معلومات عن مصادرها البعيدة، سواء كانت تصادمات ثقب أسود نادرة أو ممرات دودية نحو أكوان موازية.

نافذة إلى ما وراء الكون

إن صحت فرضية الثقب الدودي، فإن العلماء لن يقتصر اكتشافهم على إثبات وجود هذه الممرات الكونية الغامضة، بل سيفتح لهم هذا الحدث فرصة لدراسة أكوان موازية، وتوسيع فهمهم للواقع الكوني بشكل لم يسبق له مثيل، ما يحول ما كان يُنظر إليه كخيال علمي إلى حقيقة قابلة للرصد والتحليل.

التحدي العلمي

إشارة GW190521 تضع المجتمع العلمي أمام احتمالين مثيرين:

  1. اصطدام مباشر ونادر لثقبين أسودين.

  2. مرور موجة ثقالية عبر ثقب دودي مؤقت من كون آخر.

مهما كان التفسير النهائي، فإن هذا الحدث يمثل علامة فارقة في علم الموجات الثقالية والفلك، وقد يقود إلى اكتشافات تعيد تعريف فهمنا للكون وحدود الواقع، وتفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول طبيعة الزمن والمكان وما وراء عالمنا المألوف.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook