مستقبل البن السعودي في الأسواق العالمية: خطوة جديدة من أرامكو

في 24 أكتوبر 2024، أعلنت شركة أرامكو السعودية عن افتتاح مركز تطوير البن السعودي، في إطار مبادراتها الخاصة بالمواطنة والمسؤولية الاجتماعية، وذلك لدعم زراعة وإنتاج البن في المملكة. جاء هذا التعاون بالشراكة مع جمعية البر بمحافظة الداير، وهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية في منطقة جازان، بهدف النهوض بمزارع البن وتعزيز جودة الإنتاج المحلي، بما يتوافق مع خطط المملكة لتعزيز المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية.
ويأتي افتتاح المركز ضمن جهود أرامكو لتقديم الدعم الفني والتدريبي للمزارعين، ورفع مستوى إنتاج البن في جازان، التي تُعد موطنًا لأشهر مزارع البن في المملكة. المنطقة تشهد زراعة أكثر من 700 ألف شجرة بن، موزعة على أكثر من 2000 مزرعة، وتنتج سنويًا أكثر من 1000 طن من أجود أنواع البن، وهو ما جعل منتجاتها محل اهتمام الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.
إقرأ ايضاً:"هيئة النقل" منصة مرجع تحرك سوق المركبات: هل نحن أمام تحول رقمي جديد؟"وزارة المالية" ميزانية 2026 بين الأرقام والسياسات: ماذا تخبئ للمستقبل الاقتصادي؟
وفي خطوة نوعية نحو التوسع الدولي، بدأت تعاونية البن في جازان في فبراير 2025 تصدير أول شحنة من البن السعودي المزروع في محافظة الداير إلى دولة بلجيكا، شرق أوروبا، تزامنًا مع المعرض الدولي للبن السعودي 2025. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة لتعزيز مكانة البن السعودي عالميًا، وفتح أسواق جديدة أمام المنتج المحلي، بما يضمن زيادة الطلب على البن السعودي ورفع مستوى التصدير.
وتشير الإحصاءات إلى أن الدول العربية الأكثر استهلاكًا للقهوة تشمل الجزائر بـ 126,600 طن سنويًا، مصر بـ 74,520 طن، السعودية بـ 74,460 طن، المغرب بـ 45,180 طن، السودان بـ 42,780 طن، ولبنان بـ 33,120 طن. هذه الأرقام تعكس حجم الطلب الكبير على القهوة في المنطقة، وتوضح أهمية دعم الإنتاج المحلي لتلبية احتياجات السوق الإقليمي.
من جهة أخرى، تأسست المنظمة الدولية للقهوة (ICO) في لندن عام 1963، لتجمع أغلب الدول المنتجة والمستوردة للبن والقهوة على مستوى العالم. ووافق أول تاريخ رسمي للاحتفال بيوم القهوة العالمي في 1 أكتوبر 2015، ليكون بمثابة تقدير لهذا المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم، وما يحمله من ثقافة ومكانة اقتصادية.
بهذه المبادرات، تؤكد أرامكو السعودية اهتمامها بتطوير القطاع الزراعي المحلي، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للمزارعين، ما يعزز من فرص البن السعودي في المنافسة على الأسواق العالمية، ويضمن استدامة الإنتاج وجودة المحاصيل، في إطار رؤية شاملة لتطوير المنتجات الوطنية وتحقيق التميز في قطاع الزراعة والتصدير.