شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي، والتي تم إنتاجها باستخدام النموذج الجديد Sora 2 الذي أطلقته شركة OpenAI، المطورة لتقنية ChatGPT الشهيرة.
وأحدثت هذه المقاطع المصممة بدقة عالية ضجة كبيرة على الإنترنت، إذ يصعب على المشاهد العادي التفرقة بين اللقطات الحقيقية والمصطنعة، ما تسبب في حالة من الإرباك والجدل حول مدى تأثير هذه التقنية على موثوقية المحتوى المرئي.
إقرأ ايضاً:أوروبا تبدأ تطبيق نظام حدودي جديد يغيّر طريقة السفر ويدفع المسافرين للانتظار!تنبيه مهم من الجوازات السعودية بشأن تجديد هوية المقيم يربك بعض المقيمين!
ووفقاً لمصادر تقنية متخصصة، فقد انتشرت آلاف المقاطع على الشبكات الاجتماعية دون علم المستخدمين بأنها مولدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. من بين هذه الفيديوهات، ظهر مقطع يُظهر دبًا ضخمًا يهاجم رضيعًا في فناء المنزل قبل أن تتدخل قطة صغيرة وتقوم بمهاجمة الدب لحماية الطفل، في مشهد بدا واقعيًا لدرجة دفعت كثيرين لتصديقه.
وفي مثال آخر، تم تداول فيديو لرجل يبدو وكأنه يستعرض حذاءً مبتكرًا يسمح بالمشي على الماء، بينما يشاهده الحضور بدهشة، قبل أن يتضح أن المشهد برمّته من إنتاج الذكاء الاصطناعي. كما شملت المقاطع المنتشرة مشهدًا لكلب ينبح على صاحبته قبل لحظات من اصطدام سيارة بالمكان نفسه، ما دفع البعض للادعاء بأن الحيوان “تنبأ بالحادث”، رغم أن الفيديو غير حقيقي.
وتنوعت المشاهد بين حصان يصعد درجًا كهربائيًا، وتمساح يحاول مهاجمة رضيع، ودب يلعب مع طفل صغير، ما جعل الحدود بين الواقع والخيال أكثر ضبابية من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من الفوائد الإبداعية التي تقدمها هذه التقنية في مجالات الإنتاج السينمائي والإعلانات، إلا أن الخبراء حذروا من تزايد خطر انتشار الأخبار الكاذبة والمقاطع المضللة، خاصة مع صعوبة كشف التزييف البصري مع تطور جودة الصور والحركات.
ومع ذلك، أكدت OpenAI أنها تتخذ إجراءات لحماية المستخدمين، حيث أضافت علامة مائية رقمية على شكل وجه روبوت وكلمة Sora لتمييز المقاطع المنتجة بالذكاء الاصطناعي عن المحتوى الحقيقي، في محاولة للحد من التضليل.
وأعلنت الشركة أن نموذج Sora 2 بدأ طرحه رسميًا في 1 أكتوبر داخل الولايات المتحدة وكندا بشكل محدود، مع خطط للتوسع لاحقًا إلى دول أخرى. ويُتوقع أن يكون Sora 2 مجانيًا مؤقتًا مع حدود استخدام “سخية” لتجربة قدراته، فيما سيتمكن مشتركو ChatGPT Pro من الوصول إلى النسخة الاحترافية Sora 2 Pro عالية الجودة. كما تخطط الشركة لإطلاق واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بالنموذج قريبًا لتوسيع نطاق استخدامه عالميًا.
وبحسب المراقبين، قد تمثل هذه التقنية بداية حقبة جديدة في صناعة المحتوى، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات جدية حول مستقبل الثقة في ما نراه على الإنترنت.