أثار الكابتن عبدالله الغامدي، أحد أبرز الطيارين المدنيين السعوديين، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته الجريئة التي قال فيها إن مهنة الطيران لا تصلح للمرأة من وجهة نظره الشخصية.
جاءت هذه التصريحات خلال ظهوره في برنامج "بودكاست مختلف"، حيث تحدث عن طبيعة مهنة الطيران وما تتطلبه من التزامات تنظيمية ومهارات خاصة قد لا تتناسب، بحسب رأيه، مع ظروف المرأة البيولوجية والاجتماعية.
إقرأ ايضاً:مفاجأة الربع الثاني 2025.. سباق الأساور الذكية يكشف عن بطل غير متوقع!رسالة قوية من قائد القوات الجوية خلال زيارته لتركيا… وما كشفه حفل «أكينجي»
وأوضح الغامدي أن سبب رأيه يعود إلى طبيعة نظام العمل في الطيران المدني، مشيراً إلى أن القوانين الدولية المعتمدة في هذا المجال تنص على ضرورة خضوع أي طيار يتغيب عن الطيران لأكثر من 90 يوماً إلى برنامج إعادة تأهيل وتدريب إلزامي قبل العودة إلى العمل، بغض النظر عن خبرته أو رتبته. وأشار إلى أن المرأة قد تمر بفترات انقطاع طويلة بسبب الحمل أو الولادة أو الرعاية الأسرية، ما قد يفرض عبئاً إضافياً على شركات الطيران ويؤثر على استمرارية أدائها المهني.
ولم يكتفِ الغامدي بطرح رأيه، بل دعمه بأرقام وإحصاءات دولية، مشيراً إلى أن نسبة النساء العاملات في مجال قيادة الطائرات لا تتجاوز 7% على مستوى العالم، حتى في الدول التي تتبنى سياسات منفتحة وتدعم دمج المرأة في مختلف القطاعات. وأضاف أن هذه النسبة المنخفضة تعكس صعوبة المجال وليس تمييزاً ضد النساء، مؤكداً أن “ليس كل مهنة تناسب المرأة، كما أن ليس كل مهنة تناسب الرجل.”
تصريحات الغامدي تسببت في انقسام حاد بين المتابعين، حيث رأى البعض أن حديثه منطقي وواقعي ويستند إلى خبرة مهنية طويلة، بينما اعتبر آخرون أنه يقلل من قدرات المرأة ويحد من طموحاتها. وفي ظل تصاعد الجدل، قرر الكابتن نشر المقطع الكامل لمداخلته عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقاً)، لتوضيح موقفه الحقيقي بعد اقتطاع بعض أجزاء حديثه من سياقها.
وأكد الغامدي في توضيحه أنه يحترم المرأة ومكانتها في المجتمع ويقدر إنجازاتها، موضحاً أن رأيه لا يعبر عن تحيّز أو انتقاص، بل هو تحليل واقعي مستند إلى خبرته الممتدة لأكثر من 41 عاماً في مجال الطيران. وقال في نهاية بيانه:
“أنا لا أقلل من شأن المرأة ولا أتهمها بالعجز، لكنني أؤمن أن مهنة الطيران لا تتناسب مع طبيعتها وتحدياتها الخاصة.”
ورغم التوضيحات التي قدمها، ما زالت تصريحاته محور نقاش واسع بين المؤيدين والمعارضين، في مشهد يعكس الحساسية المتزايدة لأي تصريحات تتعلق بدور المرأة في سوق العمل السعودي والعالمي.