شهد شهر أكتوبر الحالي واحدة من أكثر اللحظات تقلباً في تاريخ سوق العملات الرقمية، بعدما فقدت البيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، أكثر من 15% من قيمتها خلال ساعات قليلة فقط، لتؤكد مرة أخرى سمعة أكتوبر كأكثر الشهور تقلباً للأسواق المالية على مدار التاريخ.
إقرأ ايضاً:غياب مفاجئ يهز الاتحاد قبل مواجهة الخليج.. التشكيلة تثير تساؤلات الجماهير!قفزة تاريخية في الزراعة السعودية.. رقم قياسي جديد وتحوّل غير مسبوق في الإنتاج المحلي
فبعد أن لامست مستويات قياسية جديدة قبل يومين فقط، انهارت العملة الرقمية بشكل درامي، لتسجل خسائر فاقت ما حدث في انهيار وول ستريت عام 1929 حين تراجع مؤشر “داو جونز” بنحو 12.8%. ويرى خبراء الأسواق أن ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد "تصحيح سعري مؤقت"، بل هو انهيار فعلي بكل المقاييس، وسط مخاوف من امتداد التأثير إلى بقية العملات المشفرة.
ولم يتوقف النزيف عند البيتكوين فقط، إذ واصلت الإيثر (Ethereum) هبوطها بأكثر من 9% لتصل إلى أقل من 3900 دولار، ما أدى إلى فقدان السوق لما يزيد على 150 مليار دولار من قيمتها الإجمالية خلال 24 ساعة فقط، وفق بيانات منصات التداول العالمية.
وجاءت هذه الخسائر في ظل موجة بيع عنيفة شهدها السوق مطلع الأسبوع، بعد عمليات تصفية ضخمة تجاوزت 19 مليار دولار في عقود الرافعة المالية، ما تسبب في حالة من الذعر لدى المستثمرين ودفع الأسعار إلى مزيد من التراجع الحاد.
وتزامن الانهيار مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث فرضت الصين قيوداً جديدة على وحدات تابعة لإحدى الشركات الكورية الجنوبية العاملة في الولايات المتحدة، رداً على إجراءات أمريكية استهدفت القطاع البحري الصيني. هذه التطورات زادت من قلق المستثمرين ودفع الكثيرين للانسحاب من الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
ويرى محللون أن السوق يعيش حالياً مرحلة "إعادة تقييم شاملة"، بعد أن تجاوزت أسعار العملات الرقمية حدود المنطق خلال الأسابيع الماضية بدعم من المضاربات القوية. فيما يحذر آخرون من أن استمرار التوترات الجيوسياسية قد يدفع السوق نحو مزيد من الانكماش خلال الفترة المقبلة.
وبينما يترقب المستثمرون ما إذا كانت البيتكوين ستنجح في التعافي من هذا الانهيار الكبير، يبقى أكتوبر شهراً لا يرحم الأسواق، مهما اختلفت الأصول أو طبيعة الأزمات التي تهز العالم المالي.
