كشف البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم في جامعة الملك سعود، عن نتائج علمية لافتة تؤكد أن الصيام النهاري المتقطع الذي يشبه الصيام الإسلامي يُعد من أكثر الأنظمة الغذائية فائدة للجسم من الناحية الصحية، وذلك استنادًا إلى دراسة حديثة نشرت مؤخرًا في مجلة Clinical Nutrition الطبية المتخصصة.
إقرأ ايضاً:تقرير صادم: شات جي بي تي يفقد الزخم عالميًا لأول مرة… هل بدأ الانحدار فعلاً؟حدث عالمي يربط شباب السعودية بالعالم... تفاصيل المشاركة التي لفتت الأنظار!
وأوضح باهمام أن الدراسة الإكلينيكية التي أجريت على عدد من المتطوعين قارنت بين ثلاثة أنماط مختلفة من الأنظمة الغذائية استمرت لمدة ثلاثة أشهر، وهي:
-
الصيام النهاري المبكر من الساعة 8 صباحًا حتى 4 عصرًا،
-
الصيام المتأخر من 12 ظهرًا حتى 8 مساءً،
-
تقييد السعرات الحرارية فقط دون صيام فعلي من 8 صباحًا حتى 8 مساءً.
وأظهرت النتائج أن جميع المشاركين في الأنظمة الثلاثة فقدوا وزنًا متقاربًا، إلا أن مجموعة الصيام النهاري المبكر سجلت تفوقًا واضحًا في عدد من المؤشرات الصحية، أبرزها انخفاض نسبة الدهون في الجسم بشكل أكبر، وتحسن في مؤشرات التمثيل الغذائي والعمر الأيضي، إلى جانب انخفاض ضغط الدم الانبساطي وتحسن ملحوظ في مستوى سكر الدم الصيامي.
وبيّن البروفيسور باهمام أن مفهوم الصيام النهاري المبكر يقوم على تناول الوجبة الرئيسة في وقت مبكر من اليوم، ثم الامتناع عن الطعام حتى وقت العصر أو قبيل غروب الشمس، وهو النمط الأقرب إلى صيام شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن هذا النمط أثبت فعالية أكبر مقارنة بالصيام المسائي من حيث تناغمه مع الساعة البيولوجية للجسم.
وأضاف أن تناول الطعام خلال فترة النهار فقط يساعد الجسم على زيادة حساسية الإنسولين وتحسين معدلات حرق الدهون، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب والأوعية الدموية وضغط الدم ومستوى السكر في الدم. كما أشار إلى أن هذا النظام يسهم في تنظيم هرمونات الجوع والشبع ويقلل من تراكم الدهون الضارة في الجسم.
وأكد البروفيسور أن نتائج الدراسة تتوافق تمامًا مع خصائص الصيام الإسلامي الذي يمتد من الفجر حتى المغرب، مشيرًا إلى أنه يمثل نموذجًا طبيعيًا ومتوازنًا لصيام صحي متكامل من الناحية البيولوجية والوظيفية.
واختتم باهمام حديثه بالتأكيد على أن تبني نمط الصيام النهاري المبكر – سواء في رمضان أو في الأنظمة الصحية المتقطعة – يُعد خيارًا علميًا موثوقًا لتعزيز الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.