يشهد قطاع الأفلام في المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا يعكس طموح المملكة في أن تصبح مركزًا إقليميًا ودوليًا لصناعة السينما والإنتاج المرئي، وهو ما أكده المشرف على منتدى الأفلام السعودي مشاري الخياط، موضحًا أن هذا التوجه يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى دعم الصناعات الإبداعية وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني. وأكد الخياط أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية تجمع صناع القرار والمبدعين والمستثمرين في صناعة السينما، لبحث الفرص المتاحة وتوقيع الاتفاقيات التي تساهم في تطوير البنية التحتية لصناعة الأفلام داخل المملكة.
إقرأ ايضاً:نظام الإقامة الدائمة في السعودية خطوة تاريخية تعزز التنمية وتدعم رؤية 2030تطبيق شقردي يعلن إيقاف نشاطه نهائيًا بعد ست سنوات من العمل في سوق التوصيل بالمملكة
منتدى الأفلام السعودي منصة لتبادل الخبرات
أوضح المشرف على منتدى الأفلام السعودي أن المنتدى يلعب دورًا محوريًا في تعزيز التواصل بين الجهات المحلية والعالمية المهتمة بصناعة السينما، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيس هو بناء منظومة متكاملة تشمل الإنتاج، والتوزيع، والعرض، والتعليم السينمائي. وبيّن أن المنتدى يسعى لتمكين الكوادر الوطنية من خلال ورش تدريبية متخصصة، وتبادل الخبرات مع أبرز المنتجين والمخرجين في العالم، ما يعزز قدرة المواهب السعودية على المنافسة عالميًا. كما يساهم المنتدى في تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لخلق بيئة إنتاجية قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية ودعم المشاريع المحلية الواعدة في هذا المجال المتنامي.
صناعة الأفلام جزء من رؤية المملكة 2030
تسعى المملكة من خلال دعمها لقطاع الأفلام إلى بناء اقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة والإبداع، إذ يمثل هذا القطاع أحد روافد الاقتصاد الإبداعي الذي بات يحظى باهتمام متزايد عالميًا. وتشمل الجهود الحكومية توفير البنية التحتية المتطورة، وتسهيل إجراءات التصوير والإنتاج، إضافة إلى تطوير القوانين الداعمة لحقوق الملكية الفكرية وتوفير حوافز للاستثمار السينمائي. كما أطلقت الجهات المعنية عددًا من المبادرات لتمكين الشباب والمبدعين السعوديين في مجالات الإخراج، والتمثيل، وكتابة السيناريو، والتصوير السينمائي، بهدف تعزيز المحتوى المحلي وتصديره إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
تحول المملكة إلى مركز عالمي لصناعة السينما
أكد مشاري الخياط أن الخطط المستقبلية تركز على جعل المملكة وجهة عالمية لصناعة الأفلام بفضل ما تمتلكه من مقومات طبيعية وثقافية ومواقع تصوير فريدة من نوعها. كما أشار إلى أن التعاون المستمر مع المنصات الدولية وشركات الإنتاج الكبرى يعزز من مكانة المملكة كمحطة رئيسية في خارطة السينما العالمية. ويأتي هذا ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ المملكة كوجهة للإبداع والابتكار، وتحقيق التوازن بين الأصالة والانفتاح الثقافي، بما يعكس هوية المملكة ويعزز حضورها في المحافل الدولية.
في ضوء هذه الجهود، يتضح أن السعودية تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق مكانة مرموقة في عالم السينما، مستفيدة من رؤيتها الطموحة واستثماراتها المتزايدة في المجالات الثقافية والإبداعية. ومن المتوقع أن يشهد قطاع الأفلام خلال السنوات القادمة نقلة نوعية تجعل المملكة من أبرز مراكز الإنتاج السينمائي في المنطقة والعالم.
