استيقظ أكثر من 3.2 مليون مقيم في السعودية على واقع جديد بعد إعلان المديرية العامة للجوازات عن شروط صارمة لتأشيرات الأسرة، ما أدى إلى تغير كبير في إجراءات طلبات الزيارة العائلية. القرار الجديد يجعل العملية أكثر دقة ويقتصر على الأقارب المباشرين، مما يعكس توجه المملكة نحو تنظيم أكثر صرامة للأسواق العمالية والزيارات العائلية.
إقرأ ايضاً:الهلال لم يعد وحده.. منافس سعودي جديد يدخل خط محمد صلاح!التقويم الدراسي 1447: جدول الإجازات المطولة وخريطة العطلات السنوية كاملة
الفئات المشمولة بالقواعد الجديدة
وفقًا للقرار الأخير، أصبح منح تأشيرات الزيارة العائلية مقتصرًا على أفراد الأسرة المباشرين فقط، وهم: الزوج أو الزوجة، الأبناء، والوالدان. هذا التحديد يمثل خطوة واضحة نحو منع استغلال تأشيرات الزيارة لأغراض العمل غير القانونية، وضمان أن النظام يخدم المقاصد العائلية فقط.
شروط الإقامة وجواز السفر
أحد أبرز التغييرات هو اشتراط أن تكون إقامة المقيم صالحة لمدة 90 يومًا على الأقل قبل تقديم الطلب، بالإضافة إلى ضرورة أن يمتلك جواز سفر الزائر صلاحية تتجاوز ستة أشهر. هذه الإجراءات الجديدة تزيد من دقة العملية وتفرض على المقيمين التخطيط المسبق قبل تقديم أي طلب لتأشيرات الأسرة.
أثر القرار على المقيمين والسوق
أدى الإعلان المفاجئ إلى تدفق المقيمين إلى مكاتب الترجمة والتصديق، إذ أصبحت هذه المكاتب تعيش ضغطًا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة. كما أن القرار سيؤثر على تخطيط المناسبات العائلية، ويزيد من التكاليف المرتبطة بإجراءات التصديق والترجمة، ما يجعل العملية أكثر تعقيدًا من ذي قبل.
ارتباط القرار برؤية 2030 والإصلاحات الاقتصادية
تأتي هذه التعديلات ضمن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تنظيم سوق العمل السعودي وتعزيز نسب السعودة. وقد بدأ التشديد على الزيارات العائلية منذ 2017، ويأتي القرار الحالي لتعزيز الجوانب القانونية وتقليل استغلال التأشيرات لأغراض العمل، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
التوقعات المستقبلية لتأشيرات الأسرة
يشير خبراء الهجرة إلى أن القرار الجديد قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة تصل إلى 60% في أعداد التأشيرات الممنوحة خلال الربع الأول بعد تطبيق النظام. هذا التحول سيؤثر على المقيمين في قدرتهم على استضافة أفراد أسرهم، كما سيخلق فرصًا كبيرة لمكاتب خدمات الترجمة والتصديق التي تشهد طلبًا متزايدًا.
التحديات اليومية للمقيمين
ستواجه الأسر تحديات يومية بعد تطبيق النظام الجديد، من صعوبة التخطيط للزيارات العائلية، إلى مواجهة تكاليف إضافية وخطوات إدارية أكثر تعقيدًا. كما ستحتاج الأسر إلى إعادة ترتيب أولوياتها لضمان استيفاء جميع الشروط المطلوبة قبل تقديم أي طلب لتأشيرات الأسرة.
السعودية بين التنظيم والجاذبية
يبقى السؤال الأكبر هو مدى تأثير هذه القيود على جاذبية المملكة للمقيمين، خاصة بعد التشديد على تأشيرات الأسرة. الأيام القادمة ستكشف كيف ستتكيف الأسر والمقيمون مع النظام الجديد، وما إذا كان هذا التوجه سيوازن بين التنظيم القانوني وحماية حقوق الأسر والمقيمين على حد سواء.