أنهى سوق الأسهم السعودي عامه الأسوأ منذ عام 2015، وسط تحذيرات المستثمرين من أن 2026 قد لا يشهد تحسنًا كبيرًا. وفقًا لتقرير بلومبرج، تراجعت الأسهم السعودية بشكل حاد رغم انتعاش الأسواق الناشئة العالمية خلال 2025، متأثرة بانخفاض أسعار النفط، وضعف نمو الأرباح، وقلة المحفزات قصيرة المدى.
إقرأ ايضاً:
مؤشر تداول لجميع الأسهم سجل انخفاضًا بنسبة 11% هذا العام، وهو أكبر تراجع سنوي منذ عقد، ما دفع المتداولين والمحللين إلى تبني موقف حذر مع اقتراب العام المقبل.
انخفاض أسعار النفط وتأثيره على السوق
تراجع خام برنت بنسبة 17% أدى إلى تقييد الإنفاق الحكومي وتقليص أرباح الشركات، ما زاد الضغوط على أكبر مصدر للنفط في العالم. وتوقعات فائض المعروض في 2026، وفق شركة ترافيجورا للسلع الأساسية، تزيد المخاوف بشأن استمرار التراجع.
نيناد دينيتش، استراتيجي أسهم الأسواق الناشئة في بنك يوليوس باير، قال: “الأسهم السعودية لا تزال غير جذابة إلى حد كبير، ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأسعار النفط الضعيفة، دون استفادة واضحة من ضعف الدولار مثل باقي الأسواق الناشئة”.
محللو سيتي غروب أكدوا التوجه نفسه، داعين المستثمرين لتقليل استثماراتهم في السوق السعودي، مشيرين إلى ضعف أداء الشركات من حيث الزخم الربحي والتقييمات.
أرباح الشركات محدودة وتوقعات متحفظة
تظل توقعات أرباح الشركات السعودية منخفضة مقارنة بالأسواق العالمية، حيث يتوقع المحللون نمو الأرباح بنسبة 2% فقط في 2026، مقابل 13% لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة.
سيباستيان كالفيلد، مدير المحافظ الاستثمارية في DWS، أشار إلى أن نقص المحفزات قصيرة المدى قد يمنع ارتفاع الأسهم السعودية، وأن التقييمات الحالية رغم تحسنها لا تزال غير جذابة بما يكفي لإحداث إعادة تقييم شاملة.
مؤشر تداول يتداول حاليًا عند حوالي 15 ضعف الأرباح المتوقعة، أقل من متوسط السنوات العشر الماضية البالغ 16 ضعفًا، لكنه أغلى من المؤشر المرجعي للأسواق الناشئة ومن منافسه الإقليمي دبي.
فرص محتملة وسط التشاؤم
بالرغم من التشاؤم، يرى بعض المستثمرين فرصًا وسط عمليات البيع المكثفة. جنيد أنصاري، رئيس الأبحاث في كامكو، قال إن السوق “مبالغ في بيعها”، مشيرًا إلى البنوك كنقطة مضيئة محتملة بسبب ارتفاع الإقراض والأرباح.
شركة أموندي تتوقع استمرار تأثير أسعار النفط على الأسهم السعودية ما لم تُسرّع الحكومة الإصلاحات لرفع القيود على الملكية الأجنبية. مارسين فيجكا، رئيس قسم الأسهم في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أضاف: “الإصلاحات قد تشكل حافزًا للأسهم ذات أعلى نسبة تداول حر، مثل القطاع المالي، لكن لا تغييرات متوقعة في النصف الأول من 2026”.
غموض الإصلاحات يثير الحذر
عدم وضوح مواعيد الإصلاحات سبب إضافي للحذر بين المستثمرين. عدنان العربي، مدير الاستثمار في بارينغز، قال: “عدم وضوح التواصل بشأن موعد وكيفية فتح السوق لم يساعد على تحسين الوضع”، مضيفًا أن تخفيضات توقعات الأرباح الناتجة عن عوامل اقتصادية وخاصة بالشركات أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين.
أوضح العربي: “لن نرفع استثماراتنا في السعودية قبل 2026، وسيتم بناء المحافظ الاستثمارية على توقعات أرباح شركات محددة”.
تحديات 2026 واستمرار الاعتماد على النفط
مع دخول المملكة عامًا حاسمًا، يتساءل المتداولون عن قدرة الأسهم السعودية على الانفصال عن أسعار النفط، أو ما إذا كان استمرار ضعف الأسعار والمحفزات سيؤدي إلى مزيد من التراجع في السوق.
التحدي الأساسي يكمن في تحفيز السوق عبر إصلاحات واضحة وسريعة، خصوصًا فيما يتعلق بالملكية الأجنبية، بينما يبقى المستثمرون حذرين، مستعدين لمراقبة حركة المؤشر وأداء الشركات بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية كبيرة.