السعودية تدخل السوق الصيني: الألبان والمأكولات البحرية في قلب بكين

كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في

وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية بروتوكولين رسميين لتصدير منتجات الألبان والمستزرعات المائية السعودية إلى الأسواق الصينية، في خطوة استراتيجية تعكس تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المنتجات السعودية في واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم.

ويأتي هذا التوقيع في إطار زيارة رسمية قام بها معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي إلى الصين، حيث أجرى خلالها عدة لقاءات رفيعة المستوى مع المسؤولين الصينيين.
إقرأ ايضاً:تطبيق حضوري الجديد في السعودية بين التحول الرقمي وتحديات المعلمين التشكيلة المثالية للجولة الثانية في دوري روشن تعكس أداء النجوم وتألق الفرق

وشهدت الزيارة لقاءات ثنائية جمعت الوزير الفضلي بكل من وزير الزراعة والشؤون الريفية الصيني هان جون ووزير الموارد المائية الصيني لي جوينق جرى خلالها بحث سبل تطوير التعاون المشترك في مجالات الزراعة والمياه، والتأكيد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مستهدفات التنمية المستدامة لدى الجانبين، كما ركزت المحادثات على أهمية التبادل التجاري ونقل المعرفة والتقنيات المتقدمة في مجالات الإنتاج الزراعي والإدارة المائية.

وفي لقائه مع وزير الزراعة والشؤون الريفية الصيني، ناقش الوزير الفضلي عدداً من القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي، وإمكانية الاستفادة من التجربة الصينية في الزراعة الذكية، وخاصة في مجالات استخدام التقنيات الحديثة وتطوير الأنظمة الزراعية المتقدمة.

وتم التطرق بشكل خاص إلى الأنظمة المغلقة في البيوت المحمية، والتربية المكثفة للكائنات الحية المائية، والتي تعد من أهم مجالات الابتكار في الزراعة الحديثة، وأكد الجانبان رغبتهما في تعزيز الشراكات البحثية وتطوير مشاريع نموذجية تسهم في تحقيق الأمن الغذائي واستدامة الموارد.

وفي السياق ذاته ناقش الفضلي مع وزير الموارد المائية الصيني سبل تعزيز التعاون في مواجهة تحديات ندرة المياه، التي تُعد من القضايا الملحة في المنطقة، وتم خلال الاجتماع استعراض خطط المملكة لطرح مشاريع بناء السدود بمشاركة الشركات الصينية بالإضافة إلى بحث إمكانية الاستفادة من التجربة الصينية في مجال تشييد وإدارة السدود، ومشاريع تحلية المياه وإعادة استخدامها، وأكد الجانبان أهمية تبادل الخبرات الفنية وتفعيل برامج تدريبية مشتركة لبناء القدرات.

يعد توقيع البروتوكولين لتصدير منتجات الألبان والمستزرعات المائية السعودية إلى الصين، خطوة نوعية ضمن رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز مكانة المنتجات السعودية في الأسواق العالمية، كما يعكس هذا الاتفاق ثقة الجانب الصيني بجودة المنتجات الغذائية السعودية، والتزام المملكة بأعلى معايير السلامة والجودة الغذائية.

قد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا من الأوساط التجارية والزراعية، إذ يُتوقع أن تسهم في فتح أسواق جديدة للمنتجين السعوديين، ورفع حجم الصادرات الزراعية والمائية، ودعم الاقتصاد الوطني، ويؤكد هذا التعاون المتنامي بين الرياض وبكين عمق الشراكة بين البلدين، وحرصهما على البناء على ما تحقق من إنجازات سابقة لدفع التعاون الثنائي نحو مجالات أكثر تنوعًا وتأثيرًا على المدى الطويل.

يمثل هذا الاتفاق دفعة قوية لقطاعي الزراعة والاستزراع المائي في المملكة، إذ يُتوقع أن يسهم في تحفيز الاستثمارات المحلية، ورفع كفاءة الإنتاج من خلال الالتزام بالمعايير العالمية المطلوبة للتصدير.

كما يعزز الاتفاق من تنافسية المنتج السعودي في الأسواق الخارجية، ويدعم جهود المملكة في التحول نحو اقتصاد متنوع ومستدام، قائم على الابتكار وتوسيع القاعدة التصديرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع شراكاتها التجارية مع قوى اقتصادية كبرى مثل الصين.

اقرأ ايضاً