الجيش السوداني يسيطر على عطرون ويكبّد الدعم السريع خسائر فادحة

كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في

أعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، اليوم الأحد، أن الجيش السوداني تمكن من السيطرة على منطقة عطرون الواقعة في صحراء شمال دارفور بعد عملية عسكرية وصفها بالدقيقة والمنسقة، شاركت فيها القوات المسلحة والقوة المشتركة، وأسفرت عن تكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، في خطوة تشير إلى تحول ميداني مهم في الصراع المستمر منذ أكثر من عام.

وأكد مناوي، عبر منشور على حسابه في موقع "فيسبوك"، أن هذا التقدم العسكري يعبّر عن اقتراب النصر، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستشهد احتفالات واسعة بانتصارات متتالية في الإقليم، حيث لا تزال المعارك محتدمة في عدة محاور داخل دارفور. ويأتي هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية، إذ تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة من الإقليم الذي يعاني أوضاعاً إنسانية متدهورة.
إقرأ ايضاً:"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة تراجع أسعار البيض وتباين منتجات الألبان والحليب في السعودية

ميدانياً، شهد معسكر أبوشوك للنازحين بمدينة الفاشر هجوماً دموياً أودى بحياة 14 شخصاً نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على سوق نيفاشا داخل المعسكر. وأفادت منظمة إنقاذ، وهي مجموعة تطوعية تنشط في مجال الإغاثة، أن المخيم تعرض مساء الجمعة لقصف مكثف أدى إلى مقتل أفراد من عائلة واحدة، الأمر الذي يعكس تصاعد الهجمات على المدنيين داخل المخيمات في انتهاك واضح لقوانين الحرب.

وفي ظل هذا التصعيد، حذرت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، من أن الأوضاع داخل مخيمي أبوشوك وزمزم في شمال دارفور تقترب من الانهيار الكامل، حيث يعيش المدنيون ظروفاً صعبة في ظل الحصار، وتتعذر عمليات إيصال المساعدات. ودعت المسؤولة الأممية إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين.

تحظى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأهمية استراتيجية بالغة في سياق الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ تعتبر المدينة الرئيسية الوحيدة في دارفور التي لم تسقط بعد في يد الدعم السريع، ما يجعلها مركزاً حاسماً للمعارك الجارية. ويستمر النزاع الدامي في السودان منذ أبريل 2023 بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، مما يجعل الوضع الإنساني في البلاد من بين الأسوأ عالمياً حالياً.

اقرأ ايضاً