جريمة مروعة تهز الظهران: تفاصيل جديدة في جريمة قتل الأستاذ الجامعي في الظهران

كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في

كشفت جريمة قتل مروعة في مدينة الظهران شرق المملكة العربية السعودية، عن واحدة من أبشع وقائع الاعتداء التي أثارت صدمة واسعة في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، راح ضحيتها الدكتور عبدالملك قاضي، الأستاذ السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعد أن تعرض للطعن داخل منزله، في مشهد وصفه ذوو الفقيد بأنه "طعنة في قلب الطيبة والكرم".

وأعلنت الجهات الأمنية، عبر المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية، أنها تمكنت من إلقاء القبض على الجاني، وهو مقيم مصري الجنسية، بتهمة قتل المواطن الدكتور عبدالملك قاضي داخل منزله والاعتداء على زوجته بطعنات عدة، في جريمة هزّت الرأي العام وأثارت تساؤلات حول دوافع القاتل وحيثيات الجريمة التي تمت بدم بارد.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وقد روى هيثم القاضي، ابن شقيق المجني عليه، تفاصيل الجريمة البشعة خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "العربية"، كاشفًا عن لحظات مريرة مرت بها العائلة بعد تلقيهم نبأ الوفاة، وقال: "تلقينا الخبر بفاجعة كبيرة، الدكتور عبدالملك كان عطوفًا وطيب القلب، بل وكان كريمًا مع القاتل نفسه، لكن الأخير استغل ثقته وطعن الوفاء بخنجر الغدر".

وأوضح القاضي أن الجاني، وهو مقيم يعمل في متجر تموينات منذ نحو 7 أشهر، كان يعلم أن المجني عليه يعيش في المنزل برفقة زوجته فقط، وهو ما شجعه على تنفيذ مخططه الشنيع.

وأضاف: "الجاني حاول خداع حارس المبنى بادعاء وجود طلبات تسليم، وعند دخول المنزل، استقبلته زوجة الدكتور عبدالملك، ليشهر السلاح الأبيض في وجهها مهددًا بقتلها إن لم تعطه المال، ولتخويفها سدد لها طعنات خطيرة، فيما تعالت صرخاتها طلبًا للنجدة".

وتابع هيثم القاضي: "عند سماع الدكتور عبدالملك صرخات زوجته، هرع نحوها رغم كبر سنّه، لكنه ما إن وصل إلى الموقع حتى تلقى طعنات قاتلة أودت بحياته في الحال".

وبحسب ما أكده ابن شقيق المجني عليه، فإن زوجة الدكتور عبدالملك نجت بأعجوبة من الموت، إذ ما زالت تتلقى العلاج بعد تعرضها لطعنات عدة، واصفًا حالتها بـ"المستقرة حتى الآن".

وقد أشار إلى أن زوجة الضحية كانت أول من واجه القاتل، وكان هدفه الأساسي السرقة، لكن بعد حصوله على المال حاول طمس معالم الجريمة عبر تنفيذ القتل والطعن.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الدافع الأساسي للجريمة كان السرقة، إلا أن تفاصيل الحادث وطريقة التنفيذ تشير إلى أن الجاني كان يُخطط للعملية مسبقًا، مستغلًا عمله كمندوب توصيل للوصول إلى الضحية، ومعرفة تحركاته وظروفه المعيشية.

ويُتوقع أن تقدم النيابة العامة تفاصيل إضافية خلال الأيام القادمة مع تقدم سير التحقيقات، وسط مطالبات واسعة من المواطنين وذوي الضحية بتطبيق أقصى درجات العقوبة بحق الجاني.

ويُعتبر الدكتور عبدالملك قاضي من الكفاءات الأكاديمية المعروفة في المنطقة الشرقية، حيث كان أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعُرف بين طلابه وزملائه بـأخلاقه العالية وروحه المتواضعة، وقد تقاعد قبل سنوات قليلة، وكان يقيم مع زوجته في منزل عائلي هادئ في مدينة الظهران.

وكانت حياة الدكتور قاضي نموذجًا للعلم والاحترام، إذ وصفه طلابه وزملاؤه بأنه "منارة للعلم والإنسانية"، فيما عبّر كثيرون عن حزنهم العميق لما جرى، معتبرين أن فقده خسارة مؤلمة للمجتمع الأكاديمي السعودي.

وأكدت الجهات الأمنية أنها تمكنت بسرعة من تحديد هوية الجاني والقبض عليه، وقد تم إحالته للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقه.

من جانبه، عبّر هيثم القاضي عن ثقة العائلة التامة في نظام العدالة السعودي، وقال: "نحن على يقين تام بحكم القضاء، ومؤمنون أن شرع الله سينفذ، ولن يُظلم أحد في هذا الوطن".

وقد أثارت الجريمة ردود فعل غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب المواطنون بمراقبة أوثق لممارسات بعض العاملين في قطاعات التوصيل، مؤكدين على ضرورة التأكد من خلفياتهم وأمانتهم وسلامة سجلاتهم.

وتكررت الدعوات إلى رفع معايير التحقق الأمني للعاملين في المنازل والمجمعات السكنية، خاصة أن بعضهم يستغل مهنته للاطلاع على تفاصيل الحياة اليومية للساكنين.

ولم يكن ما حدث في الظهران مجرد حادث فردي، بل جريمة هزّت وجدان مجتمع بأكمله، فقدنا فيها أكاديميًا كان رمزًا للعلم والكرم، وواجهت زوجته الموت دفاعًا عن منزلها، ومع مضي العدالة في مسارها، تبقى الرسالة الأهم هي حماية المجتمع من تكرار مثل هذه الجرائم، عبر الرقابة، والوعي، والحذر من منح الثقة لمن لا يستحقها.

اقرأ ايضاً