رحلة علاجية تتوج بـ95% من النجاح.."المستشفى التخصصي" عمليات زراعة تعيد الحياة للصغار

مستشفى الملك فيصل التخصصي
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

كشف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض عن إنجاز طبي مميز، تمثل في تجاوز عدد عمليات زراعة الخلايا الجذعية للأطفال المصابين بالثلاسيميا وأمراض الدم الأخرى حاجز الـ175 عملية، في خطوة تؤكد ريادة المستشفى في هذا المجال الدقيق والمعقد.

وأوضح الدكتور عبد الله الجفري، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية لدى الأطفال بالمستشفى، أن هذا الرقم يمثل تراكمًا لتجارب علاجية متقدمة على مدى 25 عامًا من العمل الدؤوب، مشيرًا إلى أن نسبة النجاح المسجلة تجاوزت 95%، ما يعكس التميز الطبي والتقني الذي وصلت إليه الكوادر الوطنية.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنيةجستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وأشار الجفري إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي يُعد من أوائل المراكز التي أدخلت هذه الخدمة النوعية للأطفال في المملكة، ليصبح اليوم من بين الوجهات العلاجية الموثوقة إقليميًا في التعامل مع أمراض الدم الوراثية والصعبة.

وبيّن أن زراعة الخلايا الجذعية تمثل بارقة أمل للكثير من الأسر التي تعاني من معاناة طويلة مع أمراض وراثية مزمنة، لا سيما الثلاسيميا التي تتطلب علاجًا مستمرًا ودقيقًا، موضحًا أن الزراعة تُعد العلاج الوحيد الشافي تمامًا في بعض الحالات.

وأكد أن تطور الخدمات الطبية في المستشفى ساعد على تحسين جودة الرعاية المقدمة، حيث تُجرى هذه العمليات باستخدام أحدث التقنيات العالمية، وتحت إشراف فرق طبية متعددة التخصصات لضمان سلامة المرضى وتحقيق أعلى نسب النجاح.

كما أوضح أن عمليات الزراعة تمر بمراحل معقدة، تبدأ من تقييم الحالة، مرورًا بتجهيز المريض طبياً ونفسياً، وانتهاءً بإجراءات المتابعة الدقيقة لما بعد العملية، لافتًا إلى أن دعم الأسرة يعد عاملاً حاسمًا في رحلة العلاج.

وأضاف أن من أبرز التحديات التي تواجه زراعة الخلايا الجذعية للأطفال تكمن في توفر المتبرع المطابق، سواء من العائلة أو عبر السجلات الوطنية، مؤكدًا أن الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالخلايا الجذعية بات في تزايد ملحوظ.

وتابع قائلاً إن مستشفى الملك فيصل التخصصي يواصل العمل على تحسين بروتوكولات العلاج، وتوسيع قاعدة المتبرعين، إضافة إلى تعزيز الشراكات مع المراكز البحثية والدولية لتطوير طرق العلاج وتقليل المضاعفات.

ونوّه الجفري إلى أن عددًا كبيرًا من الأطفال الذين خضعوا لهذه العمليات عادوا إلى حياتهم الطبيعية ومقاعد الدراسة وممارسة نشاطاتهم اليومية، ما يعزز الأمل لدى المرضى الآخرين ويمنحهم دافعًا كبيرًا للتشبث بالحياة.

كما كشف أن المستشفى لا يكتفي بتقديم الرعاية الطبية، بل يسعى إلى إشراك المرضى وأسرهم في برامج الدعم النفسي والاجتماعي، من خلال ورش العمل واللقاءات التوعوية التي ترفع مستوى التثقيف الصحي حول هذه الأمراض والعلاجات.

وبيّن أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا جهود الكفاءات الطبية الوطنية، والدعم غير المحدود من القيادة الصحية في المملكة، ما يكرّس المكانة المرموقة التي وصل إليها المستشفى على المستويين المحلي والعالمي.

وشدد على أهمية الكشف المبكر والتشخيص الدقيق، مؤكدًا أن كلما بدأت مراحل العلاج في وقت مبكر، ارتفعت فرص الشفاء وقلّت المضاعفات، داعيًا الأسر إلى عدم التردد في مراجعة المراكز المختصة فور ظهور أعراض غير طبيعية.

وأشار إلى أن المستشفى يعمل بشكل مستمر على تدريب وتأهيل الكوادر الطبية، إلى جانب دعم الأبحاث العلمية المتخصصة في زراعة الخلايا الجذعية، ما يضعه في موقع الريادة بين المؤسسات الصحية المتقدمة في هذا المجال.

واختتم حديثه بالإشادة بروح التعاون التي تسود بين الطواقم الطبية والإدارية، والتي كان لها أثر كبير في تهيئة بيئة علاجية آمنة وإنسانية للأطفال وذويهم، مؤكدًا أن الأمل في الشفاء صار اليوم واقعًا بفضل التقدم الطبي والرؤية الصحية الطموحة في المملكة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook