بشأن واقعة التهديد الأمني .. بيان رسمي من الخطوط السعودية يكشف أدق التفاصيل

كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في

في واقعة أثارت اهتمام المتابعين، أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن تفاصيل حادثة أمنية وقعت صباح السبت، أجبرت إحدى رحلاتها الدولية على تغيير مسارها والهبوط في مطار بديل داخل الأراضي الإندونيسية، بعد تلقيها بلاغًا أمنيًا اتضح لاحقًا أنه غير حقيقي.

وأوضحت "السعودية" في بيان رسمي أن الرحلة رقم SV5688 التي كانت متجهة إلى مطار سورابايا في إندونيسيا تلقت إنذارًا أمنيًا أثناء تحليقها، الأمر الذي استدعى تفعيل بروتوكولات الطوارئ وتحويل مسار الطائرة نحو أقرب مطار آمن، في هذه الحالة مطار كوالانامو الدولي.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

وأكدت الشركة أن الإنذار الذي ورد عبر بلاغ رسمي وصفته بـ"الكاذب" كان سببًا مباشرًا في اتخاذ هذا القرار السريع، حرصًا على سلامة الركاب والطاقم، مشيرة إلى أن الطائرة هبطت بسلام، ونزل منها جميع من كانوا على متنها دون تسجيل أي إصابات أو اضطرابات.

وقد باشرت السلطات الإندونيسية، بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة، بفحص الطائرة فور هبوطها، وأجرت عمليات تحقق دقيقة شملت تفتيش الطائرة وتقييم الموقف بشكل شامل، وذلك للتأكد من خلو الرحلة من أي تهديد فعلي أو مواد مشبوهة.

ولم يستغرق التقييم الأمني وقتًا طويلاً، حيث أعلنت السلطات بعد الفحص الدقيق أن الطائرة آمنة تمامًا ولا تشكل أي خطر، وتم السماح لها لاحقًا بمواصلة رحلتها بعد التنسيق الكامل مع الجهات المعنية، وسط حالة من الاطمئنان بين الركاب.

وبحسب مصادر مقربة من إدارة المطار، فإن التعامل مع الموقف تم وفقًا لأعلى معايير الاستجابة للطوارئ، حيث تم نقل الركاب إلى صالة آمنة وتوفير الدعم اللازم لهم، فيما ظل الطاقم على تواصل مستمر مع الجهات التشغيلية في الخطوط السعودية.

ويُعد هذا البلاغ هو الثاني من نوعه خلال أسبوع واحد تتعرض له الخطوط الجوية السعودية، ما أثار تساؤلات حول خلفيات هذه الإنذارات المتكررة، وما إذا كانت هناك جهة تقف وراء هذه البلاغات بقصد الإرباك أو التشويش على حركة الرحلات.

ولم توضح "السعودية" في بيانها ما إذا كان هناك تحقيق جارٍ لتتبع مصدر البلاغ، لكنها أكدت بعبارات واضحة التزامها الكامل بإجراءات الأمن والسلامة، مشددة على أن أي تهديد مهما كان حجمه سيتم التعامل معه بأقصى درجات الحذر.

وأشارت الشركة إلى أنها قدمت الدعم الكامل للركاب المتأثرين بالحادث، حيث وفرت لهم كافة وسائل الراحة، وقامت بإعادة جدولة ترتيبات السفر إلى سورابايا، كما تم إخطار ذوي الركاب بالتطورات أولاً بأول حفاظًا على الشفافية والثقة.

ويأتي هذا الحادث في ظل تزايد التحديات الأمنية التي تواجه شركات الطيران عالميًا، خصوصًا في ظل التوترات المتنامية في بعض المناطق، وهو ما يستدعي رفع مستوى الجاهزية واتخاذ أقصى درجات الحيطة عند التعامل مع أي بلاغ، حتى لو تبين لاحقًا عدم صحته.

وتنتمي الخطوط السعودية إلى قائمة شركات الطيران التي تحظى بسجل مميز في السلامة الجوية، وهي تعتمد على أنظمة مراقبة متقدمة وبروتوكولات دقيقة في التعامل مع الطوارئ، ما يجعلها قادرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة للحفاظ على أمن رحلاتها.

وأكد خبراء في الطيران المدني أن اتخاذ مثل هذا القرار لا يتم إلا بعد تقييم شامل للموقف، وأن تحويل المسار هو أحد أهم الإجراءات الوقائية التي تسبق وقوع أي حادث محتمل، وهو ما يعكس وعيًا مهنيًا وإداريًا عميقًا لدى قيادة الطائرة والإدارة التشغيلية.

وتشير المعايير الدولية إلى أن التعامل مع البلاغات الأمنية يجب أن يتم بمنتهى الجدية، مهما كانت احتمالات صحتها، نظرًا لما قد يترتب على أي تهاون من عواقب خطيرة، وهو ما التزمت به الخطوط السعودية بشكل صارم في هذا الموقف.

وتواصل الجهات المختصة في المملكة متابعة الحادثة عن كثب، وسط توقعات بأن يتم فتح تحقيق موسع لمعرفة مصدر البلاغ وتقييم دقته، مع احتمالية ملاحقة المتسببين قانونيًا في حال ثبت أن البلاغ تم بدافع الإزعاج أو التهديد الكاذب.

ويعكس هذا النوع من البلاغات الكاذبة تحديًا إضافيًا أمام شركات الطيران، خاصة وأنه يتطلب استنفارًا كاملاً للموارد وتعطيلًا لحركة الطيران، فضلًا عن التأثير النفسي على الركاب والطاقم، رغم أن الحادث انتهى بسلام ودون وقوع أضرار.

وتبقى الأولوية، وفقًا لسياسات الخطوط السعودية، هي الحفاظ على سلامة الأرواح فوق كل اعتبار، وهو ما تضمنه القرارات السريعة والحازمة التي اتُخذت خلال الرحلة، والتي أثبتت أن المنظومة التشغيلية قادرة على التعامل مع التهديدات المفاجئة.

وتنوه الشركة دائمًا بأن أمن الرحلات مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف، بدءًا من الركاب ومرورًا بالطاقم وانتهاءً بالجهات المعنية، ما يجعل من المهم تعزيز التوعية والتدقيق في جميع الإشارات الأمنية حتى قبل الإقلاع.

ويُنتظر أن تُستكمل الإجراءات التشغيلية خلال الساعات القادمة، مع توجه الركاب إلى وجهتهم النهائية، بعد أن وضعت الخطوط السعودية أمنهم في المرتبة الأولى، ونجحت في تجاوز التهديد دون وقوع أي طارئ فعلي، في تجربة جديدة تؤكد صلابة منظومتها.

اقرأ ايضاً