في خطوة تاريخية.. روسيا تعلن أنها تعمل على إلغاء تأشيرات الدخول للسعوديين

إلغاء تأشيرات الدخول للسعوديين
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

في خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية، من شأنها أن تفتح فصلًا جديدًا في العلاقات بين الرياض وموسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تعمل بجدية على إتمام إجراءات إلغاء تأشيرات الدخول المسبقة للمواطنين السعوديين.

هذا الإعلان التاريخي، الذي جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في العاصمة الروسية موسكو، يمثل نقلة نوعية في مستوى الشراكة بين البلدين، ويعكس عمق الثقة والتفاهم الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالاتاحرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

وقال لافروف بوضوح إن العمل جارٍ على قدم وساق بين الجهات المعنية في البلدين لإنهاء هذا الملف، تمهيدًا لإعفاء المواطنين السعوديين من متطلبات التأشيرة لدخول الأراضي الروسية، في خطوة ستعزز بشكل كبير من حركة الأفراد والسياحة والأعمال بين القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين.

ولم يقتصر المؤتمر الصحفي على هذا الإعلان فقط، بل شهد تأكيدًا على التطابق في وجهات النظر السياسية بين البلدين، حيث أضاف لافروف: "نتفق مع المملكة على أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمات"، في إشارة واضحة إلى التقارب الاستراتيجي بين الرياض وموسكو في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

إن قرار إلغاء التأشيرات، الذي من المتوقع أن يكون متبادلًا في المستقبل القريب ليشمل المواطنين الروس أيضًا، يتجاوز كونه مجرد تسهيل إجرائي، ليكون بمثابة رسالة سياسية قوية، تؤكد على أن كلا البلدين ينظران إلى بعضهما البعض كشريكين موثوقين وحليفين استراتيجيين على الساحة العالمية.

ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة انعكاسات اقتصادية وسياحية هائلة، فهي ستفتح الباب على مصراعيه أمام تدفق السياح السعوديين إلى روسيا، التي تتمتع بمقومات سياحية وتاريخية وثقافية غنية، كما أنها ستسهل من مهمة رجال الأعمال والمستثمرين في استكشاف الفرص الواعدة في كلا السوقين.

وعلى الجانب الآخر، فإن تسهيل دخول المواطنين الروس إلى المملكة يصب مباشرة في قلب مستهدفات رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية رائدة، وجذب 150 مليون سائح سنويًا، حيث يعتبر السوق الروسي من الأسواق السياحية الكبرى والواعدة.

ويأتي هذا التطور تتويجًا لمسار طويل من التعاون والتنسيق بين البلدين، خاصة في مجال الطاقة من خلال تحالف "أوبك+"، الذي أثبت نجاحه في الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، وهو ما بنى جسرًا من الثقة امتد ليشمل كافة مجالات التعاون الأخرى.

إن إلغاء التأشيرات هو أحد أهم ثمار هذه العلاقة الناضجة، حيث يمثل أعلى درجات الانفتاح والثقة بين الدول، ويشير إلى أن العلاقات لم تعد تقتصر على المستوى الرسمي والحكومي، بل تهدف إلى تعزيز الروابط الشعبية والثقافية بين المجتمعين السعودي والروسي.

ورغم أن الإعلان لم يحدد جدولًا زمنيًا دقيقًا لتطبيق الإعفاء، إلا أن تأكيد وزير الخارجية الروسي بأن العمل "جارٍ" على إنهاء الإجراءات، يوحي بأن القرار قد دخل حيز التنفيذ العملي بين الوزارات المعنية، وأن الإعلان الرسمي عن بدء التطبيق قد يكون قريبًا.

إن هذه الخطوة تضع المملكة العربية السعودية في قائمة محدودة من الدول التي تحظى مواطنيها بمثل هذه المعاملة التفضيلية لدى روسيا، وهو ما يعكس المكانة والثقل الذي تتمتع به المملكة على الساحة الدولية، والتقدير الذي تحظى به من قبل القوى الكبرى.

كما يندرج هذا القرار ضمن سياسة روسيا الخارجية الجديدة، التي تتجه بشكل أكبر نحو تعزيز علاقاتها مع القوى الصاعدة في الشرق الأوسط وآسيا، وبناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن سياسات الهيمنة والتبعية.

وفي المحصلة، فإن إلغاء التأشيرات بين السعودية وروسيا، هو أكثر من مجرد خبر دبلوماسي، إنه إيذان بمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية العميقة، التي ستعود بالنفع على شعبي البلدين، وستساهم في إعادة تشكيل خريطة التحالفات في المنطقة والعالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook