مستشار مالي يوجه نصائح هامه لأولياء الأمور: 3 خطوات لتعليم طفلك الوعي المالي منذ الصغر

تعليم طفلك الوعي المالي منذ الصغر
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

أكد المستشار المالي سالم باشميل، من مؤسسة ريالي غير الربحية، أهمية ترسيخ الوعي المالي لدى الأطفال منذ سن مبكرة، مشيرًا إلى أن بناء هذا الوعي لا يقتصر على تعليم الأرقام أو العملات فقط، بل يمتد لفهم أعمق يرتبط بالقيمة الحقيقية للمال وكيفية التعامل معه بما يتناسب مع إدراك الطفل ومحيطه اليومي.

وأوضح باشميل خلال حديثه الإذاعي مع "العربية إف إم" أن الخطوة الأولى في هذا المسار تبدأ بإدراك الطفل لقيمة المال، مشددًا على أن المال لا يقتصر على النقود فقط، بل يشمل أيضًا الأشياء المملوكة مثل الألعاب والممتلكات التي يجب أن يتعلم الطفل الحفاظ عليها لأنها تمثل في جوهرها قيمة مالية.
إقرأ ايضاً:نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية ثورة في علاج الكسور: لاصق صيني جديد يصلح العظام خلال 3 دقائق بدون جراحة

وأضاف أن تعزيز هذا الفهم لدى الطفل يجعله أكثر حرصًا على مقتنياته، فحين يعي أن تكسير لعبة أو إهمالها يعني خسارة مالية، يبدأ بتطوير حسّ بالمسؤولية تجاه المال بطريقة غير مباشرة لكنها فعالة، وهذا ما يسهم في تكوين سلوك اقتصادي متزن منذ الصغر.

أما الخطوة الثانية، بحسب باشميل، فهي أن يتعلم الطفل التفريق بين الحاجات الأساسية والكماليات، مشيرًا إلى أن وجود بعض الخدمات مثل الكهرباء والماء والتعليم والصحة هي ضروريات تمس جودة الحياة، وينبغي على الأسرة التعاون في توفيرها وفهم أهميتها.

وأوضح أن إدراك الطفل لهذه الأولويات يساعده على فهم طبيعة الإنفاق الأسري، ويعزز من شعوره بالانتماء والمشاركة، ويجعل الحوار بين الأهل والأبناء حول الأمور المالية أكثر انفتاحًا ووضوحًا دون شعور بالحرج أو الغموض.

وفي الخطوة الثالثة، شدد باشميل على ضرورة تعليم الطفل أن الرغبات كثيرة بينما الموارد المالية محدودة، ما يستدعي ترتيب هذه الرغبات حسب الأولوية، الأمر الذي يفتح الباب أمام الطفل لاكتساب مهارة التخطيط والاختيار المسؤول بين ما يحتاجه فعلًا وما يرغب به.

ولفت إلى أن هذا التمرين الذهني في ترتيب الرغبات وتحديد الأهم من بينها يمنح الطفل وعيًا استباقيًا يمكنه لاحقًا من اتخاذ قرارات مالية أكثر نضجًا، بدلًا من الاستجابة الدائمة للنزوات الاستهلاكية دون وعي بالحدود الواقعية للإمكانات.

وأشار إلى أن غرس هذه المبادئ الثلاثة لا يحتاج إلى أساليب تعليمية معقدة، بل يمكن أن يتم عبر مواقف يومية بسيطة وتفاعلات طبيعية بين الطفل ووالديه، مثل التسوق أو النقاش حول شراء لعبة جديدة أو إصلاح شيء في المنزل.

وأوضح أن هذه الممارسات اليومية، وإن بدت صغيرة، تُعد بمثابة دروس عملية تغني عن المحاضرات النظرية، وتعزز من ترسيخ المفاهيم الاقتصادية بطريقة تلقائية وتدريجية تنسجم مع عقلية الطفل.

كما شدد باشميل على أن دور الوالدين في هذا السياق حيوي للغاية، إذ يجب أن يكونا القدوة في حسن إدارة المال، لأن الطفل يراقب ويكتسب عاداته المالية من خلال ما يراه لا ما يُقال له فقط، مما يجعل التناسق بين القول والفعل ضرورة تربوية.

وأشار إلى أن إشراك الطفل في بعض التفاصيل المالية المناسبة لعمره، كمعرفة ميزانية الأسرة الأسبوعية المخصصة للترفيه أو شراء الحاجيات، من شأنه أن يعزز الثقة ويمنح الطفل فرصة لتجربة المسؤولية تحت إشراف الأهل.

واختتم باشميل حديثه بالتأكيد على أن بناء الوعي المالي في مرحلة الطفولة يُعد من أهم المهارات الحياتية التي ستخدم الطفل لاحقًا في شبابه، مشيرًا إلى أن الاستثمار في هذا الجانب هو استثمار في مستقبل أكثر توازنًا واستقرارًا للفرد والأسرة والمجتمع ككل.

وأكد أن مؤسسة ريالي غير الربحية مستمرة في جهودها لنشر ثقافة الوعي المالي بين مختلف فئات المجتمع، لا سيما الأطفال والناشئة، من خلال برامج تدريبية ومبادرات تعليمية تركز على تبسيط المفاهيم المالية وربطها بالسلوك اليومي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook