أخصائية جلدية تحذر من خرافة "شمس البحر" لعلاج حب الشباب

حب الشباب
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

أوضحت أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة ناتاليا ميخائيلوفا أن الاعتقاد الشائع حول فاعلية التعرض للشمس أو الحصول على سمرة في علاج حب الشباب لا يستند إلى أساس علمي سليم، مؤكدة أن هذه الفكرة تُعد من المفاهيم الخاطئة التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة بدلًا من تحسينها.

وأشارت الدكتورة إلى أن كثيرًا ما تتردد النصائح التي تحث على الذهاب إلى البحر وتجفيف حب الشباب والتعرض لأشعة الشمس بهدف التخلص من البثور، معتبرة أن هذه النصيحة تتناقض مع الحقيقة الطبية التي تثبت ضرر هذه الممارسات على الجلد.
إقرأ ايضاً:نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية ثورة في علاج الكسور: لاصق صيني جديد يصلح العظام خلال 3 دقائق بدون جراحة

وبيّنت أن الشمس قد تترك في الأيام الأولى تأثيرًا مبيدًا للجراثيم، مما يعطي مظهرًا مؤقتًا بنقاء البشرة، إلا أن هذا التأثير وهمي وسرعان ما ينعكس سلبًا على حالة الجلد، مشيرة إلى أن الضرر لا يتأخر في الظهور عند استمرار التعرض للأشعة.

وأكدت أن التعرض لأشعة الشمس يحفّز حدوث ما يسمى بفرط التقرن، أي زيادة سماكة الطبقة الخارجية من الجلد، وهو ما يتسبب في انسداد المسام بشكل أكبر، وبالتالي يتفاقم حب الشباب وتزداد شدته مع مرور الوقت.

وأضافت أن الجلد بعد التعرض للشمس قد يصاب بالتهاب حاد، خاصة عندما يكون التعرض مفرطًا أو مباشرًا، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف المناعة الموضعية للبشرة، ويتيح للبكتيريا فرصة أكبر للتكاثر وزيادة الالتهابات الجلدية.

ونوّهت الأخصائية إلى أن جلسات التشميس التي يعتقد البعض أنها مفيدة قد تكون سببًا رئيسًا في تهيّج الجلد وظهور المزيد من البثور، داعية إلى التعامل بحذر مع الاعتقادات الشائعة والتوجه إلى مصادر طبية موثوقة للحصول على العلاج المناسب.

ولفتت إلى أن السمار المكتسب بعد التعرّض للشمس لا يُعد تحسنًا في صحة الجلد، بل هو في حقيقته أحد أشكال الالتهاب الجلدي الذي يمكن أن يضاعف من حدة الأمراض الجلدية المرتبطة بحب الشباب.

وأشارت إلى أن الاحمرار الطفيف أو تغير لون الجلد بعد التشمس هو نتيجة لتفاعل التهابي، وليس علامة على الشفاء أو النقاء، ما يجعل التعرض المتكرر للأشعة فوق البنفسجية عاملًا خطيرًا على صحة البشرة.

وأكدت أن التوصيات الطبية الحديثة تركّز على ضرورة استخدام وسائل الوقاية من أشعة الشمس، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من حب الشباب، وعدم الانسياق وراء الخرافات أو الوصفات الشعبية التي تفتقر إلى الدليل العلمي.

وأوضحت أن أشعة الشمس لا تمتلك القدرة على شفاء الجلد من الداخل، بل قد تتسبب في تلف الخلايا وتغيير تركيبة الجلد بطرق تؤدي إلى مزيد من التعقيد في علاج الحالات الجلدية المختلفة.

وحذرت من أن الثقة الزائدة في أثر الشمس لعلاج البثور قد تؤدي إلى تأخير البدء في العلاج الصحيح، مما يعقّد من الحالة ويزيد من احتمالية ظهور الندبات والبقع الدائمة على الجلد.

وشددت على أن الحلول الطبية الموجهة لعلاج حب الشباب تتطلب استشارة طبيب متخصص، ووضع خطة علاجية مناسبة لنوع البشرة وشدة الحالة، بعيدًا عن المفاهيم غير الصحيحة المتداولة في الأوساط العامة.

ودعت إلى الالتزام باستخدام مستحضرات الوقاية من الشمس، وعدم الخروج لفترات طويلة في ذروة الأشعة، لا سيما خلال فصلي الصيف والربيع، والابتعاد عن التعرّض العشوائي للشمس كوسيلة للعلاج.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية نشر الوعي الطبي وتصحيح المفاهيم الخاطئة بين الناس، مؤكدة أن الجلد عضو حساس يحتاج إلى عناية دقيقة وعلاج مبني على أُسس علمية، وليس اجتهادات أو تجارب غير موثقة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook