استشاري: 4 أسباب رئيسية وراء التهابات المعدة تعرف عليها

كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في

أوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور عبدالله الذيابي أن التهابات المعدة تُعد من الحالات الصحية الشائعة التي ترتبط بعدة أسباب رئيسية تؤثر بشكل مباشر على جدار المعدة وتُحدث خللًا في وظيفتها الطبيعية، مشيرًا إلى أن هذه الأسباب تتنوع بين العدوى والمناعة الذاتية والعوامل الدوائية والأمراض المزمنة الأخرى التي تصيب الجهاز الهضمي.

وأكد الدكتور الذيابي أن العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية أو حتى الفطرية تُعد من أبرز المسببات، إذ تتسلل هذه الميكروبات إلى جدار المعدة وتتسبب في تهيجه والتهاب أنسجته، مشددًا على أن العدوى البكتيرية، وتحديدًا جرثومة المعدة المعروفة علميًا باسم "هيليكوباكتر بيلوري"، تُعد أكثرها شيوعًا وتأثيرًا على المدى الطويل.
إقرأ ايضاً:نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية ثورة في علاج الكسور: لاصق صيني جديد يصلح العظام خلال 3 دقائق بدون جراحة

وأشار إلى أن السبب الثاني الأكثر شيوعًا هو تناول بعض أنواع الأدوية التي تهيج المعدة، لاسيما مسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، موضحًا أن الاستخدام المستمر أو العشوائي لها دون إشراف طبي قد يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة وربما قرح معدية.

وبيّن الذيابي أن التحسس تجاه بعض الأدوية أو المكونات الغذائية قد يُسهم كذلك في حدوث تهيجات في المعدة، حيث يتفاعل الجهاز الهضمي بطريقة مناعية تؤدي إلى التهابات مزمنة في الأغشية المخاطية المغلّفة للمعدة، وهو ما يتطلب مراقبة دقيقة لأنماط التغذية والدواء لدى المرضى المعرضين لذلك.

ولفت إلى أن التهابات المعدة قد تنجم أيضًا عن اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا المعدة عن طريق الخطأ، موضحًا أن هذه الحالات ترتبط عادة بأمراض مناعية أخرى مثل الذئبة الحمراء أو أمراض الروماتيزم، ما يزيد من تعقيد التشخيص والعلاج لدى هؤلاء المرضى.

وأضاف أن بعض الحالات المصابة بأمراض مزمنة في الأمعاء مثل داء كرون والقولون التقرحي يمكن أن يصاحبها التهابات في المعدة، نظرًا لطبيعة هذه الأمراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي بأكمله، وليس فقط القولون أو الأمعاء الدقيقة، ما يستدعي تدخلًا علاجيًا شاملًا ومتكاملًا.

وأشار الدكتور الذيابي إلى أن تشخيص التهابات المعدة يتطلب إجراء عدد من الفحوصات المخبرية والتنظيرية، وذلك لتحديد السبب بدقة، كما يساعد التحليل النسيجي لخزعات المعدة في تأكيد الإصابة بأنواع الالتهاب المختلفة، ما يُمكّن الطبيب من وضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة على حدة.

ونوّه إلى أن أعراض التهابات المعدة تختلف من شخص إلى آخر، لكنها غالبًا ما تشمل آلامًا في الجزء العلوي من البطن، وإحساسًا بالانتفاخ والغثيان، وفي بعض الحالات قد يُصاحبها قيء أو فقدان للشهية أو حتى نزيف داخلي يظهر في صورة براز أسود أو قيء دموي.

وحث الذيابي على أهمية مراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه الأعراض، لاسيما إذا كانت متكررة أو مصحوبة بعلامات خطيرة، مؤكدًا أن الكشف المبكر يُعد عاملًا حاسمًا في تقليل المضاعفات التي قد تترتب على الإهمال أو التأخر في التشخيص والعلاج.

وأكد على أن علاج التهابات المعدة يختلف بحسب السبب، فقد يحتاج المريض إلى مضادات حيوية في حال العدوى البكتيرية، أو مضادات الحموضة في حال الارتجاع أو الالتهابات البسيطة، أما في حالات المناعة الذاتية أو الأمراض المزمنة فقد يتطلب الأمر علاجًا متخصصًا ومراقبة مستمرة.

وشدد على أهمية تغيير نمط الحياة لتفادي الإصابة أو عودة الالتهاب، بما في ذلك التوقف عن التدخين والابتعاد عن المشروبات الكحولية والتقليل من الأطعمة الحارة والدهنية، بالإضافة إلى تناول الوجبات بانتظام وتجنّب الأكل قبل النوم مباشرة.

وأوضح أن التعامل مع الضغوط النفسية والتوتر العصبي يلعب دورًا كبيرًا في تقليل احتمالية التهابات المعدة، مشيرًا إلى أن هناك ارتباطًا مثبتًا بين القلق المزمن وبين تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي بما في ذلك التهابات المعدة والقرحة.

واختتم الدكتور عبدالله الذيابي تصريحه بالتأكيد على أن التهابات المعدة، وإن كانت شائعة، إلا أن التعامل السليم معها يتطلب فهمًا دقيقًا للمسببات واتباع خطة علاجية واضحة تحت إشراف طبيب مختص، منوهًا بأهمية التثقيف الصحي ونشر الوعي بين الأفراد حول طبيعة المرض وطرق الوقاية منه.

اقرأ ايضاً