تحذير عاجل من إدمان الأطفال للهواتف.. تسرق الطفولة وتعيق نمو المخ والنطق

أطلق الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم الأبحاث الطبية، تحذيرًا جديدًا موجهًا إلى أولياء الأمور بشأن الاستخدام المفرط للأطفال للأجهزة الذكية، مؤكدًا أن الإفراط في تعريض الأطفال للجوالات يسبب أضرارًا بالغة على المستويات العقلية والنفسية، ويهدد نموهم المعرفي والاجتماعي في مراحله الأولى والحساسة.
وقال الخضيري، عبر صفحته الرسمية في منصة "إكس"، إن ما يعتبره بعض الآباء راحة وقتية لهم عبر منح الأطفال حرية مطلقة في استخدام الهاتف، يُعد في الحقيقة ضررًا تراكميًا يتسبب في دخول الطفل في عالم افتراضي معزول عن الواقع، يضعف فيه التفاعل الطبيعي مع البيئة المحيطة ويؤثر على قدرته في التعبير والنطق.
إقرأ ايضاً:نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية ثورة في علاج الكسور: لاصق صيني جديد يصلح العظام خلال 3 دقائق بدون جراحة
وشدد الخضيري على ضرورة تقنين استخدام الجوال للأطفال إلى حد أقصى لا يتجاوز ساعة واحدة يوميًا، على أن يكون ذلك تحت رقابة مباشرة ومتناسبة مع أعمارهم، مؤكدًا أن الدراسات أثبتت أن الاستخدام المطول للأجهزة الذكية يؤدي إلى تأخر في نمو المخ، وتراجع في معدلات الذكاء، واضطرابات واضحة في النطق.
وأشار إلى أن الأطفال يحتاجون في مراحلهم الأولى إلى أنشطة حركية وتفاعلية مباشرة، مثل اللعب في الهواء الطلق، وممارسة الأنشطة البدنية، والتفاعل مع التربة والعناصر البيئية الطبيعية، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم في الرسم والتلوين والألعاب اليدوية، وهي أنشطة لا توفرها الشاشات الإلكترونية.
وبيّن أن بعض الآباء قد يلاحظون تمسكًا شديدًا من الطفل بالجهاز ورفضًا عنيفًا لمحاولة سحبه منه، موصيًا في هذه الحالة باتباع أساليب التهدئة النفسية عبر تلاوة الرقية الشرعية، وقراءة سورتي المعوذتين والفاتحة وآية الكرسي على الطفل، لتخفيف حدة الغضب والتوتر الناتج عن الانفصال عن الهاتف.
وأوضح الخضيري أن التأثيرات السلبية لا تظهر بنفس الدرجة على البالغين، إذ إن الإنسان الكبير يكون قد استكمل نموه العقلي والنفسي والاجتماعي، بعكس الطفل الذي لا تزال قدراته في طور التكوين، ما يجعل تعرضه المكثف للهواتف سببًا مباشرًا في تعطيل هذا البناء وتسببه في قصور متدرج يصعب تعويضه لاحقًا.
وأشار إلى أن هذا القصور لا يقتصر على الجانب الذهني فقط، بل يمتد إلى الذكاء الاجتماعي والنفسي والعقلي والروحي، حيث يُظهر الأطفال المدمنون على الأجهزة ضعفًا في مهارات التواصل والتفاعل مع من حولهم، بالإضافة إلى تراجع قدرتهم على الإبداع والتعبير، وهو ما وصفه بأنه “خصم مباشر من رصيدهم التربوي”.
وشبّه الخضيري الهاتف الذكي بآلة سلب حواس الطفل، حيث يستحوذ على انتباهه بالكامل، ويشوش على قدرته في بناء عالمه الواقعي، محذرًا من الاستخفاف بردود أفعال الأطفال عند سحب الأجهزة منهم، فالبكاء ليس مؤشرًا على حاجتهم لها، بل هو نتيجة اعتياد سلبي لا بد من كسره وعدم الاستسلام له.
ودعا أولياء الأمور إلى تبني الحزم العاطفي في هذه المواقف، حيث يجب أن يتحلى الوالدان بالثبات رغم بكاء الطفل أو مقاومته، مع التأكيد على أهمية أن لا يكون الهاتف وسيلة لتسكينه أو تهدئته، بل أن يُنظر له كأداة تُستخدم في أضيق الحدود وتحت إشراف مباشر، ولا تمنح إلا بعد تحقيق توازن تربوي واضح.
وأكد الخضيري أن مسؤولية حماية الطفل من هذه المخاطر تقع أولًا وأخيرًا على الأسرة، ولا ينبغي تحميلها للمدرسة أو المجتمع، مشددًا على أن التربية الرقمية الواعية تتطلب جهدًا استباقيًا في التوجيه والتقنين، لا أن تُترك للأهواء أو للضغوط اليومية التي تُغري الأهل باستخدام الهاتف كوسيلة تهدئة سهلة.
ولفت إلى أن تعويض الطفل عن وقت الجوال بالأنشطة البديلة لن يكون سهلاً في البداية، لكنه الخيار الوحيد الآمن، مشيرًا إلى أن الأطفال يملكون قدرة كبيرة على التكيف عند وجود بدائل ممتعة وفعالة، يمكن أن تشغل وقتهم وتحفّز قدراتهم العقلية في الوقت ذاته، بشرط وجود التزام وانضباط من طرف الوالدين.
ونبّه إلى أن منح الطفل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا دون مراقبة يُعد خطأ فادحًا يترك آثارًا تربوية مدمرة يصعب إصلاحها لاحقًا، داعيًا إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة هذه الممارسات، وإطلاق حملات توعوية تثقيفية لحثّ الأسر على تبني سلوكيات رقمية صحية ضمن المنازل.
واختتم الخضيري تحذيره بمقولة صادمة تحمل رسالة حاسمة للأهل: "اجعله يبكي ولا تبكِ عليه"، مشيرًا إلى أن لحظة الحزم قد تكون مؤلمة للطرفين، لكنها ضرورية لحماية مستقبل الطفل من الانحدار نحو الإدمان الرقمي، وإبقاء توازنه النفسي والعقلي في دائرة الأمان والنمو السليم.
- "ضبط صارم للنقل غير النظامي في السعودية: حجز المركبات وغرامات مالية ضخمة"
- تشكيل الهلال الرسمي أمام الدحيل.. مفاجأة إنزاغي تهز حسابات الخصم
- تطور مثير وعاجل في مستقبل تاليسكا مع النصر السعودي فماذا حدث؟!
- وظائف شاغرة جديدة لدى مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي بالسعودية (قائمة الوظائف المتاحة)
- مفاجأة مدوية في ميركاتو القادسية تزلزل دوري روشن راتب خرافي للتعاقد مع إيكاردي
- بالتفاصيل والشروط | المعهد الوطني لأبحاث الصحة السعودية يطرح وظائف للجنسين