سر يجعل السعودية الأقوى عالميًا في الطاقة الشمسية.. أرقام صادمة ومشروعات عملاقة تغيّر مستقبل الطاقة

في الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، تبرز المملكة العربية السعودية كأحد أبرز اللاعبين على الساحة الدولية، ليس فقط بفضل حجم استثماراتها الضخم في مجال الطاقة المتجددة، بل لأنها تملك ميزة طبيعية خاصة تجعلها تتفوق على جميع دول العالم في القدرة على توليد الطاقة الشمسية بكفاءة عالية. هذه الميزة التي أكدتها دراسات بحثية عالمية تأتي لتضع المملكة في موقع الريادة المطلقة، وتفتح أمامها آفاقًا واسعة للتحكم في مستقبل الطاقة النظيفة لعقود قادمة.
وبالإضافة إلى أن المملكة تستقبل ما معدله 8.9 ساعات من أشعة الشمس يوميًا، وهو رقم يتجاوز المعدلات المعتادة في الدول الأخرى. ليس هذا فقط، بل إن مستويات الإشعاع الشمسي تصل إلى 250 واط لكل متر مربع، وهو مستوى يفوق بكثير المتوسط العالمي الذي يتراوح بين 100 و200 واط/م² حتى في أكثر المناطق المشمسة حول العالم. هذه الأرقام تؤكد أن السعودية تمتلك ثروة طبيعية متجددة لا تقل أهمية عن ثرواتها النفطية، وتجعلها قادرة على إنتاج كميات هائلة من الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية.
إقرأ ايضاً:كرنفال القطيف.. 6 مواقع تتحول إلى لوحات خضراء في اليوم الوطني 95مفاجأة في تشكيل الأهلي السعودي ضد بيراميدز: تطورات جديدة قد تُغير مجرى المباراة!
كما أن الاهتمام الحكومي بتعزيز هذا القطاع يأتي ضمن رؤية السعودية 2030، وهي الخطة الطموحة التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل القومي، وجذب الاستثمارات، وبناء مدن مستقبلية مثل نيوم، إضافة إلى إطلاق مبادرة السعودية الخضراء عام 2021 التي تستهدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. وبالفعل، بدأ صندوق الاستثمارات العامة في ضخ مليارات الدولارات في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، ليصبح واحدًا من أهم الصناديق المستثمرة في هذا القطاع على مستوى العالم.
الأرقام الاقتصادية وحدها تكشف عن حجم الفرص. فبحسب تقارير بحثية، بلغ حجم سوق الطاقة الشمسية في المملكة 6 مليارات دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يقفز هذا الرقم إلى 125.2 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 39%، وهو من أعلى معدلات النمو عالميًا في هذا القطاع. هذه القفزة ليست مجرد أرقام على الورق، بل تعكس حقيقة المشروعات العملاقة التي تُنفذ على أرض الواقع مثل محطة سكاكا للطاقة الشمسية، ومحطة حرض، ومحطة السبيعة التي يجري تطويرها لتوليد أكثر من 2000 ميجاوات من الكهرباء النظيفة.
إن ما يميز السعودية اليوم هو أنها لا تكتفي باستغلال موقعها الجغرافي الفريد الذي يمنحها أعلى معدلات الإشعاع الشمسي عالميًا، بل تسعى أيضًا لدمج التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في جميع مراحل تطوير الطاقة المتجددة، وهو ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للطاقة المستدامة. ومع استمرار تنفيذ هذه الخطط الطموحة، تبدو المملكة في طريقها لأن تصبح نموذجًا عالميًا يُحتذى به في الجمع بين استغلال الموارد الطبيعية، والتكنولوجيا الحديثة، والرؤية الاستراتيجية الواضحة لمستقبل الطاقة.
بهذا يمكن القول إن الميزة الطبيعية التي تمتلكها السعودية في الطاقة الشمسية، إلى جانب الإرادة السياسية والاستثمارات الضخمة، تجعلها في موقع فريد لا ينافسها فيه أحد، وتجعلها بالفعل الأقوى عالميًا في مجال الطاقة الشمسية، وهو ما سيغير موازين سوق الطاقة خلال السنوات القادمة.