السعودية تقود صناعة الطيران عالميًا.. دعم ملكي بمليون دولار واستراتيجية تربط المملكة بـ 250 وجهة

أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، أن المملكة العربية السعودية باتت اليوم لاعبًا رئيسيًا في صياغة إستراتيجيات قطاع الطيران على المستوى الدولي، وذلك بفضل مساهماتها البارزة في أعمال منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، إلى جانب رئاستها لعدد من اللجان وفرق العمل الإقليمية والدولية.
وأوضح الجاسر أن الدور السعودي لا يقتصر على المشاركة فقط، بل يمتد إلى قيادة المبادرات ووضع الحلول للتحديات التي تواجه صناعة الطيران عالميًا، وهو ما يعكس المكانة المتقدمة للمملكة في هذا القطاع الحيوي.
إقرأ ايضاً:الصندوق العقاري يودع 1.036 مليار ريال لمستفيدي الدعم السكني عن سبتمبر 2025البلديات والإسكان: غرامات 200 ألف ريال على تقسيم المساكن غير النظامية واستدعاء المخالفين
دعم ملكي لمبادرات الطيران الدولية
أعلن الوزير عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمبلغ مليون دولار لدعم برنامج "عدم ترك أي دولة خلف الركب"، الذي تنفذه منظمة الطيران المدني الدولي لمساعدة الدول النامية على تطبيق معايير السلامة والأمن في مجال الطيران.
وبيّن الجاسر أن هذا الدعم يأتي امتدادًا لمساهمات سابقة للمملكة في الدورات الثلاث الماضية، مؤكدًا أن المبادرة تجسد حرص القيادة السعودية على تعزيز العدالة والشمولية في صناعة الطيران العالمية.
إستراتيجية وطنية ضمن رؤية 2030
وأشار الوزير إلى أن المملكة أطلقت برنامج الطيران الوطني كجزء من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، بهدف نقل أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا وربط المملكة بـ 250 وجهة دولية بحلول عام 2030. كما تستهدف الاستراتيجية استقطاب استثمارات تفوق 100 مليار دولار.
وأضاف أن المشاريع القائمة تشمل تطوير مطارات كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي في الرياض بطاقة استيعابية تصل إلى 120 مليون مسافر، إلى جانب توسعة مطارات جدة وأبها، إضافة إلى إنشاء مطارات سياحية مستدامة مثل مطار البحر الأحمر.
تأهيل الكفاءات وتعزيز القدرات البشرية
كشف الجاسر أن قطاع الطيران في المملكة يساهم بأكثر من 53 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر ما يقارب مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة. كما تعمل المملكة على تأهيل أكثر من 50 ألف متخصص في مجالات الطيران والهندسة والصيانة والمراقبة الجوية.
وأوضح أن الأكاديمية السعودية للطيران المدني خرّجت أكثر من 1423 متخصصًا من 11 دولة، و254 متخصصًا من 16 دولة، ما جعلها منصة إقليمية لنقل الخبرات وفق معايير دولية معتمدة.
التزام بالاستدامة والحياد الصفري
أكد الوزير أن المملكة ملتزمة بتحقيق الحياد الصفري في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، من خلال الاستثمار في البنية التحتية منخفضة الكربون، وتوسيع استخدام وقود الطيران المستدام. كما أشار إلى أن مطار البحر الأحمر يُعد أول مطار في العالم يعمل بالكامل بالطاقة المتجددة، إضافة إلى تجربة التاكسي الجوي لخدمة الحجاج عام 2024.
استضافة مؤتمر دولي في الرياض
واختتم الجاسر بالإعلان عن استعداد المملكة لاستضافة النسخة الرابعة من مؤتمر مستقبل الطيران في الرياض عام 2026، وهو حدث عالمي كبير يعكس الدور المتنامي للسعودية في قيادة صناعة الطيران ودعم الابتكار والاستدامة على المستوى الدولي.